يحاول تيار المستقبل في دائرة البقاع الغربي وراشيا الانتخابية، بشتى الوسائل، قطع الطريق أمام حتمية فوز الوزير السابق عبد الرحيم مراد في الانتخابات النيابية المقبلة، بعدما فشلت قيادة التيار خلال الأشهر القليلة الماضية في لملمة وضعه، وترقيع ما أصابه من ترهل في قاعدته الشعبية. وما رفع من منسوب حركة التيار في الآونة الأخيرة، أن الوزير السابق أشرف ريفي فشل في اختيار مرشحَين يدعمهما للمقعدَين السنيين، كان وعد بترشيح شخصين من «تياره» إليهما.
ولفتت مصادر متابعة إلى أن المرشح المدعوم من ريفي بسام القادري قد يعلن عدم خوضه الانتخابات، ودعم النائب زياد القادري، بعد عجز ريفي عن تكوين قاعدة شعبية متماسكة، وعدم قدرته على تشكيل ماكينة انتخابية تُشغّل مكاتبه التي فُتحت في بعض القرى منذ نحو سبعة أشهر، والتي أُغلق بعضها.
وفي الوقت عينه، يراوح مسؤول حزب القوات المرشح عن المقعد الماروني إيلي لحود مكانه، بعدما أقفلت جميع أبواب التحالفات بوجهه. وتشير مصادر قواتية إلى أن «التحالف مع تيار المستقبل أصبح معقداً جداً، ويحتاج إلى تفاهم بين الحكيم والشيخ». وأوضحت المصادر أن القوات لن تتحالف مع ريفي في «الغربي»، لأن ليس لديه حالة منتظمة، «وما إن يعلن المستقبل لائحته وتحالفه مع التيار الوطني الحر، سندرس خياراتنا، ومن ضمنها عدم خوضنا المعركة لأنها ستُسَجَّل هزيمة لنا».

يعمل «الشيوعي» و«المنظمة» على تأليف لائحة ثالثة


وبالرغم من ارتياح المستقبل لفشل ريفي، إلا أن ذلك لم يعف التيار الأزرق من الإجهاد لإيجاد اسم وازن في الشارع السني يقارع فيه مراد، فالوزير جمال الجراح يواجه خصومات عديدة في التيار، رغم تمكّنه من استغلال وجوده في وزارة الاتصالات لتعزيز وضعه خدماتياً. وبحسب مصدر قيادي في «المستقبل»، يهدد بعض الشخصيات التيار «بالترشح، في حال تبني الرئيس سعد الحريري ترشيح الجراح». أحد هؤلاء هو الأمين العام السابق لحزب الاتحاد، عمر حرب، المنشق عن مراد. وتشير مصادر مقربة من حرب إلى أنه إذا رشح التيار الجراح، فسيعلن حرب ترشّحه، كي لا تتوزع أصوات مناصريه بين مراد والجراح. وقال المصدر: «لن ننتخب لائحة فيها الجراح، ولن نعطي أصواتنا لمراد».
وبعيداً عن عدم تمكن ريفي من فرض خيار ثالث، يُعمَل على تشكيل لائحة ثالثة تضم تحالف الحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي ومستقلين. وتشير مصادر شيوعية إلى أن الحزب يتجه لتسمية شربل صابر عن المقعد الماروني، وفي الإطار نفسه لم تحسم بعد منظمة العمل اسم مرشحها (مع احتمال ترشيح حاتم الخشن للمقعد الشيعي).