أراد الرئيس سعد الحريري أن تكون إطلالته في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري الـ13 هذا العام منبراً لإعلان أسماء مرشّحيه للانتخابات النيابيّة المقبلة. إلّا أن أزمة التحالفات السياسية، والحسابات التي يفرضها القانون النسبي الجديد، والضغوط الخارجية التي يتعرّض لها، لم تساعده في إنجاز أسماء مرشّحيه ولوائحه.
وفيما لم يعلن رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع عمّا إذا كان سيشارك في احتفال البيال، اليوم، بدا معظم مكوّنات 14 آذار غير متحمّس للمشاركة، خصوصاً أنها المناسبة السياسية الأبرز التي يطل فيها الحريري بعد الانتكاسة التي أصابت علاقته بالسعودية، في ضوء أزمة الاحتجاز الأخيرة.
ومن العلاقة التي «مرّت ببعض التموّجات»، إلى «إكمال المشوار» مع النائب وليد جنبلاط و«أخي تيمور»، أعاد اللقاء الذي جمع الحريري بجنبلاط، أمس، في منزله في وسط بيروت، بحضور تيمور جنبلاط والنائب وائل أبو فاعور، الحرارة إلى «العلاقة السياسية والعائليّة» التي تجمع الطرفين. وبلا شكّ، فإن لقاء أمس سيترك انعكاساته على التحالف الانتخابي بين الطرفين، في أكثر من دائرة من الشوف إلى بيروت إلى البقاع، لا سيّما أن هذا التحالف كان يعاني في الأسابيع الماضية من عقد كثيرة، خصوصاً في ظلّ رغبة الحريري في التحالف مع التيار الوطني الحرّ في كلّ لبنان، وتعارض المصلحة الانتخابية في أكثر من دائرة بين جنبلاط والتيار الوطني الحرّ، وعجز الحريري، حتى الآن، عن إيجاد مساحة مشتركة بين حليفيه، الجديد والقديم. غير أن أبرز انعكاسات هذا التحالف ستصيب المقعد الدرزي في بيروت، بعد أن حجزه جنبلاط لمرشّحه النائب السابق فيصل الصايغ، والذي يستشعر شهيّة العديد من القوى للفوز به، خصوصاً بعد إعلان ترشيح الإعلامية راغدة ضرغام، ووصف المقعد بالحلقة الأضعف على لائحة تيار المستقبل في دائرة بيروت الثانية، فيما يتمسّك به جنبلاط لما للأمر من دلالة سياسيّة على حجز الحزب التقدمي الاشتراكي مقعداً في العاصمة، وتعويضاً عن خسائر لا بدّ منها فرضها القانون النسبي في الشوف وعاليه على كتلة اللقاء الديموقراطي.

المرشّح الدرزيّ
هو الحلقة الأضعف على لائحة المستقبل في بيروت


وتحدث جنبلاط مؤكّداً أن «اليوم هو عشية النهار المشؤوم 14 شباط، الذي اغتيل فيه الشهيد الكبير رفيق الحريري. ولاحقاً، كانت دوامة الدم. لكن صمدنا عندما نرى حجم القوى المعادية، والشعار الذي رفعه الشيخ سعد، وهو الاستقرار، تغلب على الشعارات الثانية». وتابع «صحيح كنا أحياناً نختلف، وكانت لنا وجهات نظر مختلفة ومتنوعة، ولكن في النهاية هذا هو الشعار الذي يجب أن يبقى: الاستقرار ومحاربة الإرهاب»، مضيفاً أن «العلاقة مع الشيخ سعد، مع آل الحريري، مع المستقبل، وإن مرت ببعض التموجات، لكنها تبقى علاقة ثابتة بأساسها، مبنية على أرض صلبة، أرض الحرية والتنوع والاستقرار، وفي يوم ما لا بد أن يصل لبنان إلى السيادة الكاملة والاستقلال الكامل». بدوره، أكّد الحريري أن «تيار المستقبل سيكمل المشوار مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لأن العلاقة السياسية، والأهم العائلية، بيننا وبينه، هي علاقة تاريخية، بدأها رفيق الحريري وسيكملها سعد الحريري إن شاء الله مع وليد بك ومع أخي تيمور».
من جهة ثانية، ورغم المأزق السياسي ــ الانتخابي الذي يواجهه التيار الوطني الحر، في ظل الضغط الذي يتعرض له من أجل إعادة التموضع سياسياً عشية الانتخابات النيابية، توقف المراقبون عند الكلمة المكتوبة التي ألقاها وزير الخارجية جبران باسيل، أمس، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد الإرهاب الذي انعقد في الكويت، وأعلن فيه معادلة دفاعية ثلاثية جديدة، إذ قال إن هزيمة داعش في لبنان ارتكزت على الآتي:
أولاً: جيش وطني، فقير بمعداته وغني بعزائمه، استطاع أن يحرر الأرض بمساعدة شعب مقاوم اعتاد أن يدحر كل معتد، جيش صغير انتصر بدبابة من الخمسينيات، بينما هزمت جيوش جرارة بأحدث المعد2ات، جيش تطور بمساعدة بعض الدول منكم، وهو يقدم نموذج الجيش الوطني الذي يقف على حدود بلاده ليدافع عن سيادة دولته وعن أمن دولكم، ما يسمح لنا بمناشدتكم للمشاركة والمساعدة في مؤتمر روما 2 يوم الخامس عشر من آذار، وهو مخصّص لدعم جيشنا وقوانا الأمنية، لكي تتمكن من القضاء على إرهاب لا يلبث أن ينشأ في دولنا حتى يتغلغل في دولكم.
ثانياً: مجتمع متنوع ومعتدل يرفض طبيعياً الأحادية والتطرف، يقضي على جرثومة الإرهاب كونه يشكل النموذج المضاد لداعش، وهو حاضن لكل قيمة إنسانية وطارد لكل تنظيم تكفيري.
ثالثاً: سياسة عامة استباقية ناجحة في تفكيك الخلايا الإرهابية واجتثاثها، تقوم على التكامل بين مكونات بلدنا والتعاون بين أجهزتنا وأجهزتكم. عوامل ثلاثة لم تكن لتجدي وحدها لو لم يكن لبنان بعلة وجوده وطبيعة تكوينه بلد الرسالة في التنوع والتعايش والتحاور والتسامح.
ويطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل من على منبر القادة الشهداء، في احتفال يقام في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، لإطلاق سلسلة مواقف تتمحور حول طبيعة المرحلة المقبلة من المواجهة مع العدو الإسرائيلي، في ظل رسائله وتهديداته الأخيرة للبنان، فضلاً عن التأكيد على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. ومن المتوقع أن يسبق هذه الإطلالة إعلان أسماء مرشحي حزب الله في جميع الدوائر الانتخابية (الجنوب والبقاع وبعبدا وجبيل وبيروت).
وفيما بدأت الحماوة الانتخابية تظهر مع قرب إعلان القوى السياسية أسماء مرشّحيها ولوائحها، يحطّ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بيروت غداً، وعلى جدول أعماله لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وباسيل. ومن المتوقّع أن يستكمل تيلرسون ما بدأه نائبه ديفيد ساترفيلد حول النقاط العالقة على الحدود البحرية والبريّة بين لبنان والعدوّ الإسرائيلي، كذلك الأمر بالنسبة إلى ملفّ الانتخابات النيابية والمؤتمرات الدولية المنتظرة حول لبنان.
(الأخبار)




بري يدعو الداخلية إلى مراقبة اقتراع المغتربين

أكّد الرئيس نبيه برّي أمام زوّاره، مساء أمس، أنّ من الأفضل أن تقوم وزارة الداخلية بإرسال ممثلين عنها لمراقبة أقلام اقتراع المغتربين في الخارج. وقال برّي إن «دور وزارة الداخلية مهم في هذا الشأن، منعاً لأي ضغوط قد يتعرّض لها الجسم الدبلوماسي والسفراء والقناصل من كل القوى السياسية، ولو كان من حركة أمل، فهذه الانتخابات مصيرية بالنسبة إلى لبنان». وأشار برّي إلى أن هذه المسألة من الأفضل أن تناقش في مجلس الوزراء. من جهته، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق إن «هناك صعوبة تقنية لإرسال موظّفين مؤهّلين من الداخلية للقيام بهذا الدور»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يحتاج إلى تحضير، وكان من المفترض أن يطرح سابقاً»، مؤكّداً أنه «يجب أن يكون هناك ثقة بالجسم الدبلوماسي».