الحراك الانتخابي في الدوائر الانتخابية الجنوبية الثلاث يتصاعد تدريجياً. بالتزامن مع إطلاق «حملة صور الزهراني» المعارضة من صور، أول من أمس، بدأت تتوالى مؤشرات الاعتراض من أقضية النبطية وحاصبيا ــ مرجعيون.
من الجنوب، نشأ مصطلح «المحدلة» مع أول انتخابات نيابية شهدها الجنوب في صيف عام 1992، غداة الطائف. محدلة كرّست التحالف بين حزب الله وحركة أمل وضيّقت هوامش اللاعبين الآخرين، وخصوصاً اليسار وبقايا الإقطاع وبعض الوجوه المستقلة. المحدلة ذاتها هي الهاجس الأكبر اليوم، في أقضية الدائرة الجنوبية الثالثة (النبطية وبنت جبيل وحاصبيا ــ مرجعيون)، رغم تغيّر القانون من أكثري إلى نسبي. المعترضون يأملون خرقاً في أحد المقعدين السنّي أو الأرثوذكسي في قضاء مرجعيون ــ حاصبيا (تتوزع المقاعد في الدائرة الثالثة بين ثلاثة شيعية في كل من بنت جبيل والنبطية وشيعيان وأرثوذكسي ودرزي وسنّي في مرجعيون ــ حاصبيا).
في نهاية الأسبوع الماضي، أطلقت حملتان انتخابيتان تدوران في فلك المعارضة. الأولى من إبل السقي (حاصبيا)، وهي عبارة عن مجموعة من «المستقلين المعارضين غير المنتمين إلى الأحزاب»، بحسب أحد منظّمي الحملة فارس الحلبي. منذ خمسة أشهر، بدأ هؤلاء جولاتهم على قوى جنوبية معارضة، للبحث في إمكان توحيد الاعتراض في لائحة واحدة. «سوف نتوصل إلى إعلان لائحة تجمع المستقلين والحزب الشيوعي نهاية الشهر الجاري، يمتاز أعضاؤها بمعايير تتناسب مع مستوى المعركة»، حسب الحلبي.

الشيوعي نحو احتمال ترشيح الحاج علي في النبطية وديبة في مرجعيون



وتحت الشعار ذاته، أعلنت من النبطية نواة لائحة تضم حتى الآن كلاً من ممثل حركة الشعب في النبطية أسد غندور، والمرشح «المستقل» أمين صالح، عن اثنين من المقاعد الشيعية. ومن المحتمل أن ينضم إليهما المرشح عباس شرف الدين عن أحد المقاعد الشيعية أيضاً، إلى جانب مرشح تيار النهضة في الحزب السوري القومي الاجتماعي عاطف مداح عن المقعد الدرزي (في حاصبيا ــ مرجعيون). وأوضح أسد غندور أن اللائحة ستستكمل بالتعاون مع حزب الطليعة (البعث) والحزب الشيوعي وشخصيات مستقلة تحت سقف المقاومة والثوابت الوطنية، لكن ضمن خط معارض لقوى السلطة الفاسدة». الحزب الشيوعي الذي يشكل العمود الفقري لمعظم الحملات الاعتراضية في الجنوب يجزم، بلسان أكثر من قيادي، بأنه سيخوض المعركة في هذه الدائرة مستفيداً من زخم سياسي وانتخابي تاريخي. وقال قيادي شيوعي جنوبي لـ«الأخبار» إن التنوع الحزبي والطائفي في المنطقة يجعل المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات. ويضيف أن الحزب يتواصل مع شخصيات مستقلة لتشكيل جبهة واحدة، وأبرزها النائب السابق حبيب صادق. متى تعلن اللائحة؟ يجيب: «الأولوية الآن لتشغيل محركات الماكينة الانتخابية وتوحيد قوى الاعتراض في لائحة واحدة، حتى لو تأخرنا في إعلان المرشحين».
وقالت مصادر مواكبة للانتخابات لـ«الأخبار» إن الحزب الشيوعي يتجه نحو احتمال ترشيح علي الحاج علي عن قضاء النبطية وغسان ديبة عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون – حاصبيا، فيما لم يحسم المكتب السياسي ترشيح أنور ياسين عن المقعد الشيعي في مرجعيون – حاصبيا، علماً بأنه عندما ترشح في عام 2005 عن بنت جبيل والزهراني وصور، نال 19 ألفاً و800 صوت. أما الأسيرة المحررة سهى بشارة (ابنة بلدة دير ميماس) التي طالبت القاعدة الحزبية بترشيحها عن المقعد الأرثوذكسي، فقد رفضت ذلك رفضاً قاطعاً لأسباب شخصية.