يقول مصدر في حزب القوات اللبنانية إنّ المفاوضات بين تيار المستقبل ومعراب، في ما خصّ التحالفات الانتخابية، متوقفة أمام «سور» دائرة البقاع الأوسط. السبب؟ مَيل التيار الأزرق إلى احتواء رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، والتحالف معها في زحلة. يتوافق ذلك مع ما تنقله أوساط مُقرّبة من سكاف، عن أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري أعاد مُفاتحة سكاف في الملفّ الانتخابي. موضوع التحالف بين الفريقين حضر أيضاً، قبل أيام، خلال لقاء سكاف مع وزير الداخلية نهاد المشنوق، على قاعدة أنّ «سكاف حالة وليست مقعداً».
يعني ذلك أنّ تيار المستقبل على استعداد «لإعطاء رئيسة الكتلة الشعبية أكثر من مقعد في لائحته الزحلية». علماً بأنّ أحد قياديي تيار المستقبل، كان قد أبلغ «الأخبار» في زمن الوئام الانتخابي مع التيار العوني، أنّه «يجري التعامل مع سكاف بصفتها مرشحة وحدها». انطلاقاً من هذه المعطيات المُستجدّة، كان لقاء أمس بين الحريري وسكاف. إلا أنّ انفتاح تيار المستقبل على سكاف، لم يحصل «إلّا بعد أن تراجعت حظوظ التحالف بين التيار الوطني الحر وقيادة بيت الوسط، التي عرضت على العونيين مقعداً واحداً على اللائحة، هو المقعد الأرثوذكسي (علماً أنّ المُرشح الحزبي الذي يطرحه «التيار» هو النائب السابق سليم عون عن المقعد الماروني)، وقد برّر التيار الأزرق للعونيين قراره بأنّ قدرتهم التجييرية في البقاع الأوسط لا تسمح لهم بتسمية أكثر من مُرشح».
التواصل الانتخابي بين تيار المستقبل والكتلة الشعبية، لا يعني أنّ التحالف وُضع على السكّة. فأولاً، تشترط سكاف أن «تأخذ الحصّة التي تُطالب بها، وأن يضمن لها الحريري فوز مُرشحيها، عبر تجيير فائض أصوات المقترعين السنّة لها». وإلا، فلن تكون السيدة مُتحمسة لشبك يدها بيد رئيس الحكومة. ولكن ترتفع أمام شرطها عقبات عدّة، «أبرزها أنّ تيار المستقبل يريد الفوز بالمقعدين السنّي والأرمني ليكونا من حصّته، لذلك سيكون من الصعب عليه «التَّحكّم» بمقاعد أخرى»، تقول أوساط متابعة لحركة سكاف.
السبب الثاني، الذي يُؤخر تحالف سكاف مع تيار المستقبل، هو إعادة فتح الخطّ الانتخابي بين حزب الله من جهة، ورئيسة الكتلة الشعبية من جهة أخرى، وذلك بعد اللقاء «العاصف» بين سكاف ونائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم (المُكلّف متابعة ملفّ الانتخابات النيابية في حزب الله) في 22 كانون الثاني. في الاجتماع المُشار إليه، رفضت سكاف عرض قاسم بترشحها على لائحة تضم النائب نقولا فتوش، نظراً إلى الخلاف القديم بينهما، وعدم اقتناعها بوجود مصلحة في تحالف كهذا. ولكن يبدو أنّ ثمة ما طرأ، وأدّى إلى «تليين سكاف لموقفها المُعارض تجاه آل فتوش». في الوقت نفسه، تبدو بعض شخصيات 8 آذار متفائلة إلى حدّ القول إنّ «آخر المعطيات تُشير إلى اقتراب إعلان لائحة في زحلة ستضم سكاف وفتوش والتيار الوطني الحرّ وحزب الله وحركة أمل... إلا إذا حصلت تطورات من شأنها أن تعيد قَلب المُعطيات».

مُعطيات عدّة تُشير إلى تخلّي العونيين عن ترشيح سليم عون والاكتفاء بأسعد نكد


ليست سكاف «غريبة» عن هذه المعلومات، ولو أنّ أوساطها حريصة على التأكيد أنه «بعد ما مشي الحال». تبدأ هذه الأوساط شرحها بالقول إنّ «حظوظ تحالف التيار الوطني الحرّ مع حزب الله وحركة أمل وفتوش، ارتفعت بنسبة كبيرة». الحسابات التي تقوم بها هذه القوى «في توزيع المقاعد، في ما بينها، تحسب حساباً لسكاف، من خلال تخصيصها بمقعدين: كاثوليكي وماروني». ماذا عن نيّة «التيار» ترشيح سليم عون مارونياً؟ تُجيب بأنّ مُعطيات عدّة تُشير إلى تخلّي العونيين عن المقعد الماروني، «منها كلام مستشارة رئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم خلال زيارتها الأخيرة لزحلة، وإشادتها بخيار أسعد نكد (المُرشح من حصّة «التيار» عن المقعد الأرثوذكسي) الانتخابي، وغياب سليم عون عن المحاضرة. والأمر الثاني، هو العشاء الذي يُنظمه نكد لباسيل يوم الأحد المقبل في أوتيل القادري». يأتي العشاء في ختام زيارة باسيل لزحلة، التي سيلتقي خلالها المدير العام للزراعة المهندس لويس لحود، ويفتتح الماكينة الانتخابية للدائرة.
تُسارع سكاف في اتصال مع «الأخبار» إلى نفي المعلومات. «أنا نازلة بلائحة لوحدي»، تقول، قبل أن تُضيف أنّ «الاتصالات مع حزب الله انتهت قبل أسبوعين لأنّ أصوات ناخبيهم ستصب كلّها لمصلحة فتوش». كلام سكاف يتناقض مع معلومات «الأخبار»، التي جرت مقاطعتها بين أوساط في 8 آذار وأخرى مُقربة من رئيسة الكتلة الشعبية، ومفادها أنّ «السيدة أبدت ترحيباً بهذا التحالف، لأنّ أولويتها هي نيل الحصّة التي تُطالب بها».