25 يوماً تفصل اللبنانيين عن موعد انتهاء مهلة الترشح إلى الانتخابات النيابية. وهي، رغم أنها قد تبدو كافية للأحزاب والشخصيات المستقلة لحسم مواقفها، إلا أن طبيعة القانون الانتخابي وحسابات الصوت التفضيلي التي تجبر معدّي اللوائح على المفاضلة بين مذهب وآخر وبين حليف وآخر، تزيد من تعقيد المشهد. في زحلة، تبرز كل هذه التعقيدات مجتمعة، كونها تشهد أكبر تنوع طائفي وسياسي.
هي «أم المعارك» كما يصفها أكثر من مرشح. مئات الأصوات وربما العشرات منها ستكون قادرة على ترجيح كفة هذه اللائحة أو ذاك المرشح. يمكن للمرشح الأرمني أن يصل إلى الندوة البرلمانية بخمسة آلاف صوت، فيما الحاصل الانتخابي مقدّر بـ15 ألف صوت. أما المقعد الكاثوليكي، حيث ستكون المنافسة حامية، فربما يحتاج إلى أكثر من 20 ألف صوت.
حسابات التحالفات أهم من حسابات الأسماء، ربطاً بالمصلحة الانتخابية. لا تحالفات مبدئية أو سياسية، باستثناء التحالف بين حزب الله» وأمل والنائب نقولا فتوش، واللاتحالف بين حزب الله من جهة وكل من المستقبل والقوات من جهة ثانية. عدا ذلك لا محرمات في عاصمة الكثلكة.

نكد مستعد
للانسحاب إذا طلب
التيار ذلك


شكل إعلان المهندس أسعد نكد ترشحه عن المقعد الأرثوذكسي، أمس، أول إشارة إلى إرتفاع الحرارة الإنتخابية وخروجها من الأروقة المغلقة إلى العلن. مع ذلك، في زحلة تأكيد أن ترشح نكد ليس نهائيا. لديه ما هو أهم من النيابة. أولويته تجديد عقد امتياز كهرباء زحلة المفترض في العام الجاري. حتى الآن، هو على لائحة التيار الوطني الحر والمستقبل، لكن إن انضم حزب القوات إلى اللائحة، فقد يصبح نكد خارجها لتحل مكانه مرشحة القوات الأرثوذكسية مهى قاصوف المعلوف. يرفض نكد في حديث لـ«الأخبار» ربط ترشيحه بكهرباء زحلة، أولوية ترشيحه «تعميم تجربة الكهرباء على قضايا تنموية أخرى». وعن احتمال انسحابه إذا طلب منه التيار الوطني ذلك، يجيب سريعاً: «نعم سأنسحب إذا طلب مني ذلك».
وقد راجت في زحلة صباح أمس، معلومات تفيد بأن رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف ستكون مع المستقبل في لائحة واحدة، على أن يحسم هذا الاتجاه مع عودة السفير السعودي وليد اليعقوب إلى بيروت خلال أسبوع، فيما ستتحالف القوات مع الكتائب والوزير السابق أشرف ريفي، على أن ينضم التيار الوطني الحر إلى تحالف حزب الله وأمل والنائب نقولا فتوش.
ولو صحت هذ التركيبة، التي تتردد أيضاً في ماكينة فتوش، فإن لائحة «الكتلة» ــ المستقبل ستضم كلا من ميريام سكاف، سليم وردة، جوني منير، إضافة إلى مرشح أرثوذكسي من آل معلوف وآخر أرمني.
أما لائحة التيار وحزب الله، فستضم، نقولا فتوش، ميشال ضاهر، سليم عون وأسعد نكد، إضافة إلى مرشحين سني وأرمني وشيعي.
ويضم تحالف القوات – الكتائب – ريفي، المرشح السني لريفي وكاثوليكيين هما ميشال فتوش والقاضي جورج عقيص وإيلي ماروني ومهى المعلوف عن المقعد الأرثوذكسي.
أولى ثغرات هذه التركيبة، هي تأكيد الكتائب أن الحوار مع القوات توقف منذ نحو شهر، ولا إمكانية عملية للتحالف، خاصة أن القوات لم تستقل من الحكومة، فيما حزب الكتائب واضح في رفض التحالف مع أي مكون في السلطة. ووسط هذا المعطى، فإن التركيبة القديمة الجديدة تعود لترتفع أسهمها، وتقضي بعودة التيار الوطني الحر إلى التحالف مع القوات والمستقبل، بما يعني إضعاف حظوظ نكد، على أن تخوض الكتلة معركتها مستقلة، فيما ينزل الكتائب إلى المعركة برفقة المستقلين، مدعوما من ريفي، الذي يتبادل معه الأصوات في منطقة أخرى، كالبقاع الغربي. على أن يبقى حزب الله وأمل وفتوش معاً.
يمكن الإستنتاج بأن انتخابات زحلة، وبغض النظر عن التحالفات التي ستنضج عاجلاً أم آجلاً، حسمت نقطتين أساسيتين: سقوط «الادعاء» بتمثيل القوات للجغرافيا المسيحية في المدينة وعودة القيادات الزحلية إلى التأثير في نتائج الانتخابات.