استبق المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الشمال إيهاب نافع القرار المركزي الذي ينتظر أن تعلنه قيادة الجماعة الأسبوع المقبل بتسمية مرشحيها للانتخابات النيابية في مختلف الدوائر، بإعلانه يوم الأحد الفائت مرشحي «إخوان لبنان» في طرابلس والمنية، خلال مهرجان مشترك نظمته الجماعة وحركة حماس بطرابلس دعماً للقدس وتنديداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلانها عاصمة لإسرائيل.
لكن نافع أوضح لـ«الأخبار» أن «مرشحي الجماعة في الشمال هم أربعة، وليسوا اثنين فقط، إلا أننا استغللنا وجود مرشحي طرابلس والمنية في المهرجان، واعتبرنا الوقت مناسباً لذلك، فأعلنا ترشيحهما للانتخابات».
ووفق نافع، فإن مرشح الجماعة في طرابلس هو وسيم علوان الذي يعمل طبيباً جرّاحاً في مستشفى الشفاء في منطقة أبي سمراء بالمدينة، وهو مستشفى تشرف عليه الجماعة الإسلامية. أما مرشح الجماعة في المنية، فهو يوسف جاجية، وهو شيخ ومدرس للغة العربية لطلاب المرحلة الثانوية.
وأضاف نافع أن الاسمين الباقيين في الشمال، هما النائب السابق أسعد هرموش عن الضنية، الذي يرأس حالياً المكتب السياسي للجماعة، ورجل الأعمال محمد شديد عن دائرة عكار، كاشفاً أن قيادة الجماعة «ستسمي مرشحاً عنها للانتخابات في كل واحدة من الدوائر العشر في لبنان التي يوجد فيها مقاعد سنّية».
ترشيح الجماعة الإسلامية عشرة مرشحين لها دفعة واحدة للانتخابات النيابية المقبلة في 6 أيار 2018، يُعَدّ تطوّراً نوعياً في عمل الجماعة، و«طفرة» في ترشيحاتها تحدث لأول مرة، مستغلة القانون الانتخابي الجديد القائم على مبدأ النسبية والصوت التفضيلي. وهذا القانون تراه الجماعة مناسباً لها، برغم ملاحظاتها عليه، إلى حدّ أن نافع توقع أن «تفوز الجماعة بأربعة مقاعد بالحدّ الأدنى»، لكنه تحاشى تسمية أين هي الدوائر التي يرجّح فوز مرشحي الجماعة فيها.
بهذا الترشيح تكون الجماعة الإسلامية أول جهة سياسية في طرابلس والشمال تعلن رسمياً أسماء مرشحيها للاستحقاق النيابي المرتقب، وهو أمر ردّه نافع إلى أن «قواعد الجماعة قد اختارت بعد انتخابات داخلية أجرتها، أسماء مرشحيها، فارتأينا أن نعلنها بعد إنجازها».
من بين الأسماء المطروحة يبدو ترشيح علوان لافتاً، لأنه أول مرشح من بلدة القلمون الساحلية، التي برغم وجودها جغرافياً ضمن قضاء الكورة، إلا أنها تتبع مدينة طرابلس إدارياً وانتخابياً. وبهذا الترشيح تكون الجماعة قد كسرت قاعدة عدم تبني أي تيار وطرف أو حزب سياسي مرشحاً من مناطق الأطرف، إذ دائماً كان مرشحو دائرة طرابلس من المدينة تحديداً، ونادراً ما كان يجري تبني أحد مرشحي مدينة الميناء. أما القلمون والبداوي، فكان هناك استبعاد تام لاختيار أي مرشح منهما للانتخابات.
هذا الاختيار يبرّره نافع بقوله إن «مرشح الأطراف له حظ في النجاح أكثر من مرشح المدينة، وذلك بعد دراسات موضوعية أجريناها. ففي القلمون سيحظى علوان بأصوات أغلبية أهالي القلمون، وإذا ما أضفنا إليها أصوات ناخبي الجماعة في طرابلس، فإن وضعه الانتخابي سيكون جيداً».
وفي ما يخصّ اختيار الحلفاء الذين ستشكل الجماعة الإسلامية لائحة معهم، أوضح نافع أن «هذا الموضوع لا يزال مبكراً التطرّق إليه، لكننا نلتقي أغلب الفرقاء ونبحث معهم الأمر»، مشيراً إلى أن «التحالف ضروري من أجل تجاوز العتبة الانتخابية». وأشار إلى أن «تحالفنا مع القوى الإسلامية أمر وارد، وأغلب هذه القوى أعلنت دعمها مرشحي الجماعة في الانتخابات»، مضيفاً أن الجماعة التي «تعترف بالواقع اللبناني، وبوجود تنوّع طائفي ومذهبي فيه، سيكون على لوائحها مرشحون مسيحيون وعلويون».
وحول علاقة الجماعة مع القوى السياسية الرئيسية في طرابلس، أشار نافع إلى أن «العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي قوية، ومع الوزير السابق أشرف ريفي جيدة، لكنها ليست جيدة مع تيار المستقبل، خصوصاً في طرابلس والشمال، علماً أنها ليست كذلك في مناطق أخرى»، راداً السبب إلى «وجود حساسية لدى تيار المستقبل تجاهنا، لأنه يرى أننا الطرف السنّي الوحيد الذي ننافسه على المقاعد السنّية في مختلف الدوائر الانتخابية في لبنان».