ردًا على ما نشرته «الأخبار» (18 كانون الأول 2017) للأستاذ علي خليفة، بعنوان: «مؤسسة أديان: الصهيونية وجهة نظر!»، وردت في المقال مغالطات ومعلومات غير دقيقة نود التعليق عليها:أولًا: الهدف من التمرين الذي تناوله المقال، كما جاء في مسودة الدليل نفسها أن «يدرك المشارك أننا نقوم جميعًا برمي صور نمطيّة على الآخرين وكلّنا منمّط من الآخرين أيضاً».

وفي سياق التدريب العملي الذي يخضع له المدربون، والذي لا يكتمل الدليل بدونه، يتّضح أن المقصود هنا هو تجنب رمي مواطنينا بصور نمطية مؤذية. وقد تضمّنت مسودّة التمرين صفات سلبية أخرى مثل: «إرهابي، ابن شارع، قاتل، فاجر، وصولي... إلخ»، فهل يعقل أن يهدف التدريب لبث التعاطف مع الإرهابي أو الصهيوني؟ فواضح بأن هدف التمرين تجنب خطأ رمي الآخرين الشركاء في الوطن بصور نمطية مؤذية، وليس الدفاع عن الصهيونية أو الإرهاب أو التعاطف معهما، وهو الخطأ عينه الذي وقع فيه للأسف كاتب المقال.
ثانيًا: موقف مؤسسة «أديان» واضح من إسرائيل، والصهيونية ضمنًا، باعتبارها عدواً ومحتلاً. والمؤسسة تعطي بالغ الأهمية لتنشئة الأجيال الشابة في لبنان على روح المسؤولية الوطنية الشاملة والمقاومة لمواجهة العدو الإسرائيلي والذود عن الوطن بوجه كل معتد وإرهابي.
ثالثًا: النص الذي اقتطع منه كاتب المقال هذه العبارة، هو جزء من مسودّة غير نهائية وغير منشورة، على عكس ما ادّعى كاتب المقال. وتمّت مشاركة هذه المسودّة مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية في إطار التعاون بشفافيّة، على أن تستعمل إذا اقتضت الحاجة من قبل أساتذة الجامعة المعنيّين بهدف الاستفادة من المضمون وتطويره وفق حاجات الكلية. لهذا السبب نستغرب استعمال مادة بحثيّة خاصة بالكليّة ونشرها في وسائل الإعلام بهذا الشكل المشوّه لمضمونها، والمحرّف لغايتها، ما يعبّر عن عدم احترام لمصداقية الكلية والمناقبية الأكاديمية.
رابعًا: وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء هما المسؤولان رسميًا عن تطوير المناهج التربوية، ومؤسسة «أديان» شريكة في هذه العملية التي تأتي نتيجة تلاقي جهود أصحاب الخبرة والكفاءة وتفاعلها ضمن الإطار الرسمي الناظم لها، والتعاون الطبيعي والمطلوب بين القطاع العام والمجتمع المدني. وتسهم «أديان» في تقديم خبرتها بكل شفافية ووفق الأصول المرعية في الوزارة والمركز التربوي، ومذكرة التفاهم الخاصة بمشروع «الاستراتيجية الوطنية للتربية على المواطنة والعيش معًا»، المنشورة على المواقع الرسمية للجهات المعنية. وعليه فالكلام عن فرض أي أجندة من قبل المؤسسة لا يمت للمنطق ولا للحقيقة بصلة.
خامسًا: مفهوم المواطنة الحاضنة للتنوع صدر في عدة بيانات وتمّ تبنيه من مؤسسات محلية ودولية عديدة، وينص على «اعتبار المواطنة المجال الحيوي المشترك لمشاركة المواطنين في الحياة العامة ولتجلّي الهويّة الوطنيّة، حيث يُشكل التنوّع الثقافي والديني في لبنان جزءًا منها ومن الثقافة العامة العامة المشتركة»، علَّ هذا التعريف يكون واضحًا بما يكفي لإزالة الالتباس.
المكتب الإعلامي لمؤسسة «أديان»