الحكايات التي يرويها أولياء أمور عن انتخابات لجان الأهل لهذا العام تكشف تجاوزات مختلفة. إدارات المدارس لا تتوانى عن تعويم لجان أهل تابعة لها، وتتوسل أساليب تنطوي على كثير من المخالفات القانونية.
عدم احترام المهل القانونية

في مدرسة سيدة البلمند ــــ الكورة، حددت الإدارة يوم الإنتخاب بعد أسبوع من تاريخ اصدار الدعوة التي تتضمن اقفال باب الترشيحات قبل 4 أيام من تاريخ الإستحقاق الانتخابي، تاركة للأهل 3 أيام للتحضير والترشح وتشكيل اللوائح، وفي هذا مخالفة واضحة بالشكل. إذ ينص القانون 11/81 على وجوب الدعوة الشخصية الى الإنتخاب قبل أسبوعين على الأقل من تاريخ الإستحقاق.
جرت العملية الانتخابية في الجولة الثانية، كون النصاب لم يكتمل في الدورة الأولى، فتم الإنتخاب بمن حضر، وفازت اللائحة الموالية للإدارة بالتزكية. في اليوم التالي، تبلغت الإدارة بإلغاء نتائج الإنتخاب بناءً على اعتراض الأهل الذي نتج عنه تقرير لمفتش وزارة التربية يلحظ عدم احترام المهل القانونية، وطلبت رئاسة المنطقة التربوية في طرابلس إعادة العملية الانتخابية واحترام المهل. لكن الإدارة لم تتراجع عن دعم مرشحها إلى رئاسة اللجنة والمعروف بسيرته السيئة، ويشهد على سلوكه السيئ العديد من أبناء قريته ورعيته. إلاّ أنّ مدير المدرسة لم يتوان عن تقديم كل اشكال الدعم لمرشحه. وفي غياب مشاركة كثيفة للأهل، فاز مرشحو الإدارة المدرسية التسعة وثمانية من اللائحة المعارضة تم اختيارهم من «بلوك» المعلمين الموعودين من مرشح الإدارة بدفع سلسلة الرواتب من حساب الأهل وليس من حساب أرباح المدرسة.

لائحة منافسة في المدرسة الأنطونية

في مدرسة الأباء الأنطونيين في بعبدا، شكّل الأهل المعترضون على الزيادة المقترحة من إدارة المدرسة، وهي 37%، لائحة موحدة في وجه لائحة إدارة المدرسة التي تحاول إعادة ترشيح الرئيس السابق للجنة الأهل لدورة ثانية. وكان الأهالي كونوا في الأسابيع الأخيرة كتلة ضاغطة ونواة مجموعة عمل أودت إلى توقيع عريضة من 312 ولي أمر، أكدوا فيها رفضهم للزيادة واعطاء حقوق المعلمين وتطبيق القوانين الناظمة للموازنة المدرسية ولجان الأهل.

وراثة عائلية

في مدرسة راهبات المحبة كليمنصو، رشّح رئيس اتحاد لجان الأهل في المدارس الكاثوليكية في بيروت كامل الريشاني زوجته الى لجنة الأهل بعدما فقد هذا الحق لفوزه باللجنة لدورتين متتاليتين. علماً أن القانون يعتبر ولي الأمر (الأم أو الأب أو احد المكلفين رسمياً) صوتاً انتخابياً واحداً أو مرشحاً واحد، ولا يمكن اعتبار الأب ومن ثم الأم كوليي أمر مختلفين، وبالتالي لا يجوز ترشيح الزوجة.

ضغوط على الموظفين

في ثانوية روضة الفيحاء ـــ الفرع الفرنسي، نجح تجييش المعلمين والموظفين والضغوط التي مارستها إدارة المدرسة بإيصال مرشحيها للجنة الأهل في وجه لائحة رأسها أحمد عبد الله الذي عوقب منذ اشهر بطرد أولاده من المدرسة لأنه علّق على صفحات التواصل الاجتماعي على ارتفاع الأقساط. وقد تعرضت هذه اللائحة لحملة مبرمجة عبر الاتصال بالأهل فرداً فرداً والطلب إليهم عدم التصويت لها.

اللعب على الوقت

مدرسة في منطقة جبل لبنان أبلغت الأهالي عبر رئيس اللجنة الحالي تأخير موعد إجراء الانتخابات إلى ما بعد عطلة الميلاد ورأس السنة بشكل مخالف للقانون الذي يحدد الفصل الأول موعداً لإجراء الانتخابات، وذلك بغية تمرير التوقيع على الموازنة من اللجنة المنتهية الصلاحية.
مدرسة أخرى في النبطية خالفت المهل في الدعوة إلى انتخاب لجنة الأهل، فاعترض بعض الأهل وقدموا شكوى إلى قضاء العجلة، ما أدى إلى إبطال الدعوة الأولى للإنتخابات على أن تتبعها دعوة أخرى تحترم المهل.

ترشيح محكومين

إحدى المدارس العريقة رشحت لرئاسة لجنة الأهل شخصاً محكوماً بجرم الإحتيال والنصب، فيما لم يجد المرشح المعارض سبيلا للمواجهة إلاَ الإنسحاب. يذكر أن هناك دعوى تعرض للأخلاق العامة بحق المشرف على المدرسة.
المسألة تتعدى البساطة المعهودة في انتخاب لجان الأهل لهذه السنة. فما تسعى اليه المدارس ولا سيما اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة هو رفض التوقيع على الموازنات من لجان الأهل ليتحول النزاع حول دفع السلسلة من الإدارات المدرسية vs المعلمين الى الأهل vs معلمين، من دون أن تسعى أي من اللجان المنتخبة بموافقة المدارس إلى طرح الموضوع الأساسي وهو فتح الموازنات والتدقيق فيها.
في الحالتين، سترفض لجان الأهل المعارضة للإدارة والموالية لها دفع الزيادات على الأقساط، ولكن من منها سيكون له دور في فضح الأرباح غير المشروعة للمدارس وسؤالها عن تراكم الزيادات التي حصّلتها بحجة السلسلة خلال السنوات العشر الماضية؟