عند الحديث عن شركة «كهرباء زحلة»، تتبادر إلى أذهان كثيرين فكرة «الكهرباء 24/24». لكن خلف هذا الإنجاز هناك «عائلة كبيرة» من إداريين وموظفين تجمعهم الرغبة في التغيير، وتقديم الأفضل لمدينتهم ومنطقتهم وأهلها. بعضهم خلف المكاتب وآخرون يُشاهدون على أعمدة الإنارة وفي الطرقات يقومون بمهامهم. مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم، تهونها «المسؤولية الاجتماعية» للشركة تجاههم.
المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR)، المعروفة أيضاً بمسؤولية الشركات ومواطنة الشركات، أو العمل المسؤول، تم إدماجها في نموذج الأعمال التجارية الذي من شأنه ضمان التزام الشركات بالقانون والمعايير الأخلاقية والدولية ووضع القواعد عن طريق تأثير أنشطتها على البيئة والمستهلكين والعاملين، والمجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة وجميع الأعضاء الآخرين في المجال العام.
في كهرباء زحلة «الموظف هو الأساس»، يشدد رئيس مجلس إدارة الشركة أسعد نكد. وفي وقت نشهد تراجعاً للانسان في الكثير من المجالات لصالح الآلة، تبرهن التجربة في كهرباء زحلة أن المولدات والكابلات وغيرها من المعدات لا فائدة منها من دون أشخاص يحبون ما يقومون به.

عقلية ألمانية

إدارة الشركات ثقافة في حد ذاتها. بحسب نكد، اعتمدت شركة كهرباء زحلة منذ تأسيسها الطريقة الألمانية في العمل والإدارة. وهي «تستند الى التخطيط البعيد المدى والتعاون والتكاتف. فالإدارات والنقابات في ألمانيا تتفق على وضع برنامج لعدد معيّن من السنوات وتحدد آلية تطبيقه وشروط ومطالب كل فريق لتجنب المشاكل، ولهذا فإن الإضرابات والمشاكل في ألمانيا قليلة جداً. ونحن هكذا نستبق الأمور. فموظفونا لا يحتاجون للاضراب للاستحصال على مطالب معينة كوننا نؤمنها لهم مسبقاً».
بالنسبة لنكد، فإن إدارة الشركات تبدلت عما كانت عليه في السابق، والرابط بين الموظف والشركة لم يعد يقتصر على إنجاز العمل والحصول على راتب في المقابل. «الراتب في يومنا هذا لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً مما يبحث عنه الموظف. فالإحساس بالتقدير والثناء والجو الودود في العمل تعد من الأولويات». وليربط فكرته بالواقع اللبناني، يوضح رئيس مجلس إدارة كهرباء زحلة أنه «في ظل الوضع المعيشي الحالي في لبنان، مهما كان راتب الموظف سيجده قليلاً ويركض للاقتراض من المصارف والاستدانة. وهنا تبرز أهمية التقديمات والخدمات الأخرى التي توفرها الشركة».

يحافظ المتقاعد
على التقديمات نفسها التي كان يحصل عليها قبل التقاعد

جو عائلي

في شركة كهرباء زحلة 250 موظفاً، جميعهم لبنانيون من زحلة وجوارها ومن مختلف الأطياف دون أي تمييز سياسي أو ديني أو مذهبي أو اجتماعي، وفقاً لنكد. وإلى جانب تقاضيهم رواتب 14 شهراً سنوياً، تؤمن الشركة لهؤلاء ضماناً صحياً شاملاً بنسبة 100%، إضافة إلى الكهرباء المجانية. وإن كان ما سبق ــــ على أهميته ــــ لا يبدو مبهراً جداً، فعناية الشركة بموظفيها لا تنتهي بالوصول إلى سن التقاعد. وهنا تبرز معاني العائلة بأبرز تجلياتها. فكما أن الأولاد لا يتخلون عن أهلهم عندما يشيخون ويواكبونهم مدى الحياة، هكذا هي الحال في شركة كهرباء زحلة. فمن يبلغ من الموظفين سن التقاعد يذهب إلى المنزل مكرّماً، إذ يواصل الاستفادة من التقديمات نفسها حتى الوفاة (الراتب عينه لمدة 14 شهراً والكهرباء المجانية والضمان الشامل). وتحرص الشركة على تطوير أداء موظفيها وتحسين إنتاجيتهم وكفاءتهم عبر إخضاعهم لدورات تدريب متواصلة ودورات ISO، ما يضمن العمل في أفضل الظروف المطابقة للمعايير الدولية. وتنظم الشركة دورات دائمة مع الصليب الأحمر والدفاع المدني. ولأن العمل بدون محبة وترابط بين الموظفين يظل ناقصاً وبلا روح وحيوية تحرص شركة كهرباء زحلة على الحفاظ على العلاقة المتينة بين موظفيها من خلال جمعهم في مخيمات ترفيهية تتضمن نشاطات متعددة، تسمح لهم بالإفصاح عن نفسهم وتكشف في الكثير من الأحيان عن مواهب مخفية كما يقول نكد.
في سياق آخر، فإن تأمين الكهرباء ليس إلا تفصيلاً بسيطاً في المسؤولية التي ارتأتها شركة كهرباء زحلة لمجتمعها. إذ تولي الشركة أهمية كبيرة للطلاب وتسعى جاهدةً ألا يكون المال عائقاً أمام التحصيل العلمي من خلال تأمين ما أمكن من مساعدة لمن هم بحاجة لتسديد أقساطهم. ولليتامى مكانة خاصة في وجدان الشركة، لذلك تخصص يوماً في السنة خلال فترة عيد الميلاد لتنظيم نشاطات لليتامى ومنحهم الهدايا وغيرها...
كما تهتم الشركة بالمناسبات الدينية وأبرزها إضاءة تمثال السيدة العذراء في زحلة، وتنظيم حفل تراتيل سنوي في عيد التجلي وهي مناسبة تنظمها منذ 10 سنوات. والحدث الأكبر هو عيد القديسة ريتا الذي يحتفل به في 22 أيار من كل عام بحضور أكثر من 6000 شخص، وقد شيّد لها نكد كنيسة بالقرب من تمثال العذراء في زحلة وحرص على جلب ذخائرها خصيصاً من إيطاليا. أما الجيش الذي يحتفل وعموم اللبنانيين بعيد الاستقلال يوم غد فقد كانت آخر مساهمات الشركة دعمه بقافلة مساعدات خلال معركة تحرير الجرود.
(الأخبار)