تشهد انتخابات نقابة محامي طرابلس، الأحد المقبل، تنافساً شديداً نتيجة خلط أوراق التحالفات، خصوصاً بسبب تداعيات أزمة احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري في السعودية، ما يجعل التنبّؤ بالنتائج أمراً صعباً.
ويتوجه 1264 محامياً مسجّلاً على الجدول النقابي إلى صناديق الاقتراع، لاختيار عضوين لمجلس النقابة، مسلم ومسيحي، بدلاً من العضوين اللذين انتهت ولايتهما، النقيب فهد المقدم وجورج عاقلة. الانتخابات تجري في ظل ضبابية تحيط بالتحالفات، ويبدو التنافس على المقعد المسيحي على أشدّه؛ فتيار المستقبل، القوة الناخبة الأكبر في أمّ النقابات الشمالية، الذي يدعم المرشحين بلال هرموش (مدعوم من الجماعة الإسلامية) وباسكال ضاهر (مدعوم من القوات اللبنانية)، يواجه تحدّيات كثيرة، سواء داخل صفوفه أو مع حلفائه، إذ إن تحالفه مع القوات اللبنانية ليس في أحسن حالاته، وهو ما ظهر في انتخابات نقابة أطباء الأسنان في طرابلس قبل أيام، عندما خسر مرشح التيار الأزرق بسبب عدم التزام أطباء القوات بالاقتراع لمصلحته. كذلك فإن القاعدة الزرقاء في طرابلس والشمال، السياسية والنقابية والشعبية، مستاءة من موقف القوات «السلبي وغير المتضامن» حيال أزمة احتجاز الحريري. ويظهر ذلك في إشهار شريحة واسعة من المحامين الزرق نيّتهم حجب أصواتهم عن ضاهر وصبّها لمصلحة جورجينا عسال، المحسوبة على تيار المستقبل، والتي استمرت في ترشيحها رغم عدم تبنّي قيادة التيار لها.
وفي المقابل، فإن التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر (الذي يحسب النقيب الحالي عبدالله الشامي عليه) لا يبدو أفضل حالاً، إذ إنهما سيتنافسان في اليوم نفسه في انتخابات قاسية على موقع النقيب في نقابة محامي بيروت، وهو تنافس يترك تداعيات على تماسك التحالف بين الطرفين في طرابلس.
خلط الأوراق هذا يفترض أن يصبّ في مصلحة المرشح ريمون خطار (مدعوم من تيار المردة) الذي يحظى أيضاً بدعم محامي تيار العزم وتيار الكرامة والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الكتائب، ما يرفع حظوظه بالفوز في حال أحسن إدارة انتخاباته في الأمتار الأخيرة من التنافس.
أما في ما يتعلق بالمقعد المسلم، فتبدو حظوظ هرموش مرتفعة نتيجة المروحة الواسعة من القوى السياسية الداعمة له، وعدم توافر دعم مماثل لمنافسيه هشام مجلد وسيرين الرافعي.
في موازاة ذلك، يبدو النقباء السابقون ومكاتب المحاماة الكبرى في طرابلس والشمال منقسمين بين المرشحين أيضاً نتيجة العلاقات الشخصية التي تربطهم بهم. وإذا كانت الصورة واضحة لدى هؤلاء لجهة دعمهم هذا المرشح أو ذاك، فإنها غامضة في صفوف محامين مستقلين والمحامين الجدد في النقابة، الذين يتوقع أن يشكل تصويتهم لأحد المرشحين ترجيحاً لكفته.