منذ عام 2014، ولبنان موعود بالحصول على 10 طائرات «سوبر توكانو» من الولايات المتحدة الأميركية، ليستخدمها الجيش في عملياته العسكرية. هذه الطائرات تشكّل اختراقاً إسرائيلياً كبيراً، سبق لـ«الأخبار» أن أثارته مرتين، من دون أي تعليق رسمي.
فطائرة «توكانو» هي طائرة برازيلية، تُستخدم للتدريب والمهمات الخفيفة. وقبل عقدين من الزمن، أدخلت الطائرة في برنامج تطوير مشترك بين البرازيليين والأميركيين، لإنتاج جيل جديد من الطائرة نفسها، باسم «سوبر توكانو»، قادرة على حمل أسلحة دقيقة، كالـ«هيلفاير» وبعض صواريخ «جو ــــ جو». أين إسرائيل في ذلك؟ العقل الإلكتروني لـ«سوبر توكانو»، الذي يحوّلها إلى طائرة مسلّحة، تصمّمه شركة «إلبيت» الإسرائيلية التي تنتج كمبيوتر الطائرة وشاشات العرض ونظام الملاحة ونظام تخزين المعلومات. كذلك لا تزال الشركة الإسرائيلية تحصل على جزء كبير من سعر الطائرة، وتروّج لها.
هذه الحقائق ليست سراً. لكن لبنان، طوال السنوات الثلاث الماضية، لم يفعل شيئاً لوقف هذا الخرق الإسرائيلي المقبل على سلاح الجو اللبناني، بذريعة أن الولايات المتحدة ستقدّمها لنا هبة. «والواهب يتحكّم بما سيهبه لنا، لكوننا دولة فقيرة». يجري في هذا السياق تجاهل عروض الهبات الروسية التي كانت ستسلّح الجيش اللبناني، منذ عام 2008، بطائرات أفضل بما لا يُقاس من «سوبر توكانو» (للتذكير، فإن سوبر توكانو هي طائرة تعمل بمراوح، وليست طائرات نفاثة). وفي الماضي، لم يجرِ التطرق إلى الأمر من قبل بعض القوى السياسية، لكي لا تُستخدم القضية في إطار الصراع الذي كان دائراً على قيادة الجيش. اليوم، باتت البلاد في عهد جديد، في رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش معاً. فهل يُترَك الأمن عرضة لاختراق إسرائيلي كهذا، وخاصة إذا ما علمنا أن شركات التصنيع الأمني والعسكري في إسرائيل ملتصقة بالمؤسسة الأمنية، وأن شركة «إلبيت» هي التي تتولى تدريب فرق عمل الطائرة وصيانتها؟
(الأخبار)