نشر البنك الدولي 12 مؤشراً، زعم أنها «تروي أهم أحداث عام 2016». هذا العام الذي زخر بالمزيد من «الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية (...) وويلات العنف والنزوح القسري». لم يقل البنك الدولي، ولا يُتوقع منه أن يقول، إن العام الماضي أظهر بوضوح عمق الأزمة التي تضرب الرأسمالية ونماذجها في العالم، ولا سيما لجهة التصاعد المخيف للعنصرية والشعبوية اليمينية.
مع ذلك، تروي المؤشرات المذكورة أن 65 مليون شخص نزحوا قسراً هذا العام «وهو رقم قياسي لم يسبقه مثيل». وأن مليار شاب سيدخلون سوق العمل خلال الأعوام العشرة المقبلة، ولكن 40% منهم فقط سيحصلون على وظائف، ما يعني أن 600 مليون شخص مهددون بالبطالة. وتروي هذه المؤشرات أيضاً أنه في عام 2016 كان لا يزال 2.4 مليار نسمة محرومين من الخدمات والبنى التحتية، وأن قرابة مليار منهم لا يزالون يتغوَّطون في العراء، وأن أكثر من واحد من كل 10 أشخاص يعيشون في فقر مدقع على مستوى العالم، ويرتفع هذا الرقم الى أربعة من كل عشرة، أو نحو 389 مليون شخص في أفريقيا جنوبي الصحراء... هكذا كانت صورة عام 2016


7.433 مليارات نسمة

تصميم علي فرّان


في عام 2016، بلغ عدد سكان العالم نحو 7.433 مليارات نسمة. يعيش نحو 6.178 مليارات نسمة، أو ما نسبته 83.12% من مجمل سكان العالم، في المناطق الأقل دخلاً، في حين أن نحو 1.255 مليار نسمة، أو ما نسبته 16.88%، يعيشون في المناطق الأكثر دخلاً.

حظوظ غير متساوية في الحياة


تصميم رامي عليّان | للطلاع على الصورة المكيبرة انقر هنا

فرص كل طفل/ة في الحياة تتوقف على المكان والظروف الذي ولد/ت فيه. يبلغ متوسط العمر المتوقَّع للمواليد في 29 بلداً من البلدان المرتفعة الدخل، 80 عاماً أو أكثر، فيما يقلّ متوسط العمر المتوقع للمواليد في 22 بلداً آخر من قارة أفريقيا (جنوب الصحراء الكبرى) عن 60 عاماً. في اليابان مثلاً، يتوقع أن تعيش النساء حياة أطول من غيرهن، إذ يبلغ متوسط عمرهن المتوقع 86.8 سنة. كذلك، يتمتع الرجال في سويسرا بأطول متوسط للعمر المتوقع بين أقرانهم، حيث يصل إلى 81.3 سنة. أمَّا أقل متوسط عمر متوقع في العالم، فهو من نصيب سكان سيراليون من الجنسين، إذ يبلغ 50.8 سنة للنساء و40.3 سنة للرجال.
* تقرير الإحصاءات الصحية العالمية لعام 2016

793 مليون جائع/ة


تصميم علي فرّان | للطلاع على الصورة المكبرة انقر هنا



يملك العالم قدرة كافية على إنتاج ما يكفي من الأغذية لإطعام كل فرد بالقدر الذي يحتاجه ويكفيه، وعلى الرغم من ذلك، ما زال هناك نحو 793 مليون نسمة في العالم يعانون من الجوع المزمن.
قدّرت منظمة «فاو» أنه مع استمرار النزاعات والصدمات المتعلّقة بالمناخ، زاد عدد الدول التي تحتاج إلى مساعدة خارجية لتوفير الغذاء بمعدل 6 دول، ليصبح عددها 39 دولة في عام 2016، من ضمنها 28 دولة أفريقية.
*منظّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة



فرصة عادلة لكل طفل





لا يذهب 124 مليون طفل اليوم إلى المدارس الابتدائية أو الصفوف الثلاثة الأولى من المدرسة الثانوية، ولا يتعلم 2 من كل 5 أطفال يتخرجون من هذه المرحلة القراءة والكتابة والمهارات الحسابية البسيطة.
* منظمة الأمم المتحدة للطفولة والأمومة (اليونيسف)


الموت على دروب الهجرة




في بداية عام 2016، نزح 65 مليون شخص – وهو رقم قياسي لم يسبقه مثيل – عن ديارهم قسراً، وصُنِّف ما يربو على 21 مليوناً كلاجئين.
حتى 21 كانون الأول 2016، سجّل 7247 حالة بين وفاة وفقدان خلال رحلات الهجرة عبر البحر التي رُصدَت في هذا العام. أغلب هؤلاء لم تُعرف جنسياتهم. في المقابل، وصل نحو 358.403 ألف شخص إلى شواطئ أوروبا خلال عام 2016، مقابل مليون عام 2015.
* المنظمة الدولية للهجرة


نحو المزيد من الديون



قدّر مجمل الناتج العالمي بنحو 119.1 تريليون دولار في عام 2016. 10 بلدان فقط تسيطر على أكثر من 61% منه. في هذا السياق أيضاً، يسيطر 10% من الأشخاص البالغين على أكثر من من 90% من الثروات الخاصة في العالم.
* صندوق النقد الدولي



200 مليون عاطل من العمل



سيزيد عدد العاطلين من العمل في عام 2017 نحو 1.1 مليون شخص ليصل إلى نحو 200 مليون في العالم، أي أعلى بمقدار 30 مليوناً عن مستوياته قبل الأزمة المالية العالمية في عام 2007. وفيما تتصدّر الدول العربية لائحة المناطق الأكثر بطالة في العالم، حيث تصل النسبة إلى 30.6%. كذلك لا تزال فرص العمل الهشة تشكل أكثر من 46% من إجمالي عدد فرص العمل في العالم، أي قرابة 1.5 مليار شخص.

تزايد اللامساواة في توزّع الثروة


تصميم علي فرّان | للطلاع على الصورة المكبرة انقر هنا



ارتفعت قيمة الثروات الخاصة في العالم بنسبة 1.4% إلى 256 تريليون دولار، بحسب أحدث بيانات الثروة العالمية التي يؤمّنها قسم إدارة الثروات والاستثمارات في مصرف «كريديه سويس». وفي منتصف عام 2016، نشرت منظمة «أوكسفام» تقريرها الشهير عن أحوال الثروات في العالم، وخلصت إلى أنّ 62 مليارديراً في العالم يسيطرون على نصف الثروات، بعدما نمت ثرواتهم بواقع نصف تريليون دولار بين عامي 2010 و2015، وبلغت 1.76 تريليون دولار. في المقابل، هوت ثروات النصف الأفقر من البشر بنسبة 41% خلال الفترة نفسها. وأشارت المنظمة إلى تحقّق توقّعاتها في ما يخصّ تزايد الظلم في توزّع الثروة، والمؤشر الأهمّ لذلك هو أن أغنى 1% من هذا الكوكب يملكون ما يملكه أفقر 50% منه.