أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن «محور المقاومة سيخرج منتصراً من هذه الحرب الكونية عليه، لأن المقاومين في المنطقة مصرّون على المواجهة حتى الانتصار النهائي». وشدّد في كلمة، خلال تأبين الشيخ عبد الناصر جبري، أمس، على أن «المستقبل هو للمقاومة ومحور المقاومة»، لذلك من الواجب «الدفاع عن المقاومة وعن محور المقاومة ومجتمعات المقاومة».
ورأى أن «المقاومة مستهدفة اليوم، وأحد أخطر عناوين الحرب في المنطقة منذ سنوات هو الحرب عليها. وهذه الحقيقة تنكشف يوماً بعد يوم. فاليوم هناك من يعمل على تدمير الجيوش العربية لمصلحة إسرائيل، وإسقاط الأنظمة العربية المقاومة من أجل إسرائيل». ورأى أنه بعد تحويل المقاومة في لبنان وفلسطين الجيش الاسرائيلي الى جيش خاو، «المطلوب أن تدمر جيوش المنطقة من أجل الجيش الاسرائيلي»، مشيراً إلى أنه «اليوم تشوّه سمعة حركات المقاومة، وكل المؤيدين والداعمين للمقاومة من سوريا الى العراق والبحرين واليمن ونيجيريا التي يتظاهر أهلها من أجل فلسطين».

محور المقاومة سيخرج
أصلب عوداً لتعود الأولوية
إلى فلسطين ومشروع
المقاومة سيسود


ولفت نصرالله الى أن «إسرائيل تلاحق كل عقل يمكن أن يكون عقلاً في المقاومة، كما فعلت من خلال اغتيال محمد الزواري في تونس، وحسان اللقيس والعلماء النوويين الإيرانيين والعراقيين. فإسرائيل لا تستطيع أن تتحمل، لا عقولاً ولا إرادات ولا جيوشاً ولا مقاومة ولا علماء، ولا فكراً يمكن أن يتوحد في وجه المشروع الصهيوني، ويدافع عن المقاومة وعن مجتمعاتها».
وأعاد تأكيد ثقة المقاومة «بشعوبنا وأمتنا مهما كانت الآلام والمآسي. هذه الأمة لن تتخلى عن فلسطين. وفي لبنان كل حساباتهم عام 1982 خابت وضاعت، والآن يحسبون أن المنطقة التي تواجه هذه الحرب والفتنة والمآسي ستخرج وشعوبها وقادتها مجروحين مستنزفين، ولن يكون في اهتماماتهم إسرائيل ومواجهة المشروع الصهيوني». وتوجه الى هؤلاء قائلاً: «أنتم واهمون، فمحور المقاومة سيخرج أصلب عوداً، لتعود الأولوية في الفكر والإعلام والمشاعر الى فلسطين وتحرير القدس».
نصرالله نقل عن المقاومين في هذه المنطقة إصرارهم «على الصمود والثبات وعلى مواصلة المواجهة حتى الانتصار النهائي». ففي وقت يضغط فيه العدو الاسرائيلي «نجد ثبات الأسرى في السجون، واليوم تستسلم بعض الأنظمة وتسمح حكومة البحرين لأسوأ منظمة صهيونية بأن تأتي الى البحرين، وأن تتحدث وسائل الاعلام الاسرائيلية بنشوة عن أن هذه المنظمة بلباسها التقيلدي والى جانبها عرب باللباس العربي يرقصون معاً. والمشهد الآخر هو أن هذه المنظمة أنشدت نشيد الهيكل، وشعب البحرين وعلماء البحرين المجلودة ظهورهم، والمعذبون والمخذولون من العالم العربي والاسلامي، لم ينسوا فلسطين، وأن الصراع الاساسي هو مع العدو الاسرائيلي». كذلك، «في اليمن حصار وجوع وقصف وقتل، لكن الشعب اليمني يهتف لفلسطين، وهذا يعني أن الخير قوي في هذه الأمة». وتوجه نصرالله الى الصهاينة بالقول: «لا تراهنوا، فالمستقبل في هذه المنطقة لمشروع المقاومة».
من جهة أخرى، تطرق السيد نصرالله الى ظاهرة التطرف، سواء في الاوساط السنية أو الشيعية، مشيراً الى «أننا أحوج ما نكون الى أمثال الشيخ الجبري ونهجه وفكره لمواجهة هذه الظاهرة». فالخطير اليوم أن «التكفيريين في المواقع الفكرية والاعلامية والميدانية يعبرون عن موقف من دون ضوابط، ومعركة التكفير تتطور الى القتل والذبح والسبي والصلب وقطع الرؤوس، وهذا أخطر ما يمكن أن تصل اليه الأمة». وفي بعض الاوساط الشيعية، «التي يسميها الامام القائد السيد علي الخامنئي التشيّع اللندني، التي تكفّر وتهاجم وتسبّ المقدسات للسنّة والشيعة من دون استثناء، تجد أن الامكانات توفَّر لكل هذه التيارات التكفيرية من دون أي ضوابط، وتبقى قنوات الفتنة تشرع لها الابواب لتفعل ما تشاء وتقول ما تريد، بينما قنوات المقاومة يتم إنزالها عن الأقمار الاصطناعية». لذلك، دعا نصرالله إلى تحمّل المسؤولية في عزل هؤلاء، والوقوف في وجههم والتصدي لفكرهم، ومن الضروري «أن نعمل للمزيد من التلاقي والتقارب والتعاون والتآخي والتوحد والتكامل، لأن غرض التكفيريين وأسيادهم هو أن نتمزق وأن نذهب كل في واد». فالشيخ الجبري «هو جزء من المقاومة وعلمائها والعاملين فيها في المجال السياسي والاعلامي، وفي كل المراحل الصعبة عندما احتاجت المقاومة الى الدفاع كان جبري صوتاً عالياً وقوياً، خصوصاً بعد أحداث 2005 و2006 وما تلاها من أحداث، وكانت المقاومة ثابتة من ثوابته».
(الأخبار)