في الوقت الذي فتحت فيه اتحادات ونقابات قطاع النقل البري خط المفاوضات لإنهاء تحركها مقابل التعهد بتجميد تنفيذ قوانين ومناقصات، لوحت أمس بإقفال مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة (النافعة) وباقي الفروع، تماماً كإقفال مراكز المعاينة الميكانيكية، على أن تحدد الموعد لذلك، في اجتماع يعقد الاثنين المقبل، بحضور قيادة الاتحاد العمالي العام.
وعلمت «الأخبار» أن المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، الذي يتولى التفاوض مع النقابات، وضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أجواء ما تطرحه، وبات الجميع ينتظر جواب وزير الداخلية نهاد المشنوق على طرح تجميد تنفيذ تغيير دفاتر السوق واللوحات تحديداً. من جهتها، أكدت مصادر وزارة الداخلية أننا «لن نسمح لأحد وتحت أي ظرف من الظروف بإقفال النافعة، فهذه إدارة رسمية لا تتعلق بمناقصة أو بشركة خاصة، ومسؤولية الدولة حماية من فيها وحماية المال العام». و في مجال آخر، أوضحت أن «الذاكرة الالكترونية هي بيد المؤسسات الرسمية من أمن عام وهيئة إدارة السير وهي أكثر من حريصة على حماية المعلومات، وأي كلام غير ذلك هو كلام سياسي فارغ ومعيب ليس له أي مضمون جدي وواقعي». إلاّ أنّ المصادر ذكّرت بالتزام الوزير التعهد بعرض ملف مناقصة «الميكانيك» على جدول أعمال مجلس الوزراء حينما ينعقد.
وفي الإضراب العام الثاني، غاب مرة جديدة مشهد التضامن بين السائقين العموميين والمواطنين، إذ تصرف البعض كقطاع طرق يعطلون حياتهم وأقاموا الحواجز التي تمنع وصول التلامذة إلى مدارسهم والعمال إلى أماكن عملهم. كذلك تحدث السائقون عن اعتداءات تعرضوا لها من «مدسوسين». وخرجت روايتان لما حصل في محلة قصقص أثناء مرور موكب للفانات من الكفاءات للمشاركة في الاعتصام المركزي أمام وزارة الداخلية. فقد أكد رئيس نقابة سائقي الفانات عبد الله حمادة، أنّ ما حصل هو أنّ عصابة مؤلفة من نحو 30 ملثماً، خرجوا من زواريب المنطقة ليعترضوا الموكب الذي توقف للحظات هناك ويعتدوا على أصحاب الفانات بالعصي والسكاكين، ما أدى إلى إصابة أحد السائقين بجروح، وقد حصل ذلك تحت عيون سيارة تابعة لجهاز أمني رسمي من دون أن يحرك أحد ساكناً. في المقابل، أعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان أصدرته أمس أنّ «بعض الأشخاص حاولوا إنزال ركاب فان بالقوة في قصقص، فأصيب أحد الركاب بعصا على رأسه وأدخل المستشفى، مؤكدة أنها تقوم بالإجراءات لتوقيف الفاعلين». وقالت مصادر أمنية لـ «الأخبار» إنّ هؤلاء الأشخاص هم من المتظاهرين.