قال رئيس مجلس إدارة شركة "ميدل إيست" محمد الحوت بعد عودته من الدورة الـ49 للجمعية العمومية للاتحاد العربي للنقل الجوي، إن الشركة تسعى لتوسيع أسطولها بأربع طائرات ذات الجسم العريض ستشتريها أو تستأجرها من إحدى الشركتين العالميتين أيرباص أو بوينغ.
المفاوضات ستحسم خلال الشهر المقبل في الاتجاه المناسب "على أن نتسلم طائرتين خلال 2019 وطائرتين أخريين خلال 2020". وتحدّث الحوت عن مفاوضات أخرى لشراء "جهاز طيران تشبيهي ثانٍ لمركز التدريب في الشركة من طراز 330 أو 787 بحسب ما يتناسب مع أسطولنا الجوي، على أن نتسلمه قبل نهاية 2017".
تأتي هذه الحاجة من أجل تلبية الطلب الإضافي على السفر، إذ زاد عدد الركاب في هذه السنة بنسبة 10%، إلا أن ترجمة هذا الطلب انعكست تقلصاً في الإيرادات بقيمة 70 مليون دولار "بسبب انخفاض أعداد ركاب درجة رجال الأعمال بنحو 25 ألف راكب. نواصل تحقيق الأرباح لأنه لدينا بعض الانخفاض في التكاليف، كما لدينا احتياطات اتخذناها لمواجهة ذلك، ولدينا مصادر مستمرة للدخل" يقول الحوت. رغم ذلك، إن الحاجة إلى توسيع الأسطول كبيرة، إذ أن رفع الحظر الخليجي عن السفر إلى لبنان سيرفع حاجة ميدل إيست من الطائرات إلى أكثر من 25 طائرة.

تكبدنا هذا العام خسائر كبيرة نتيجة انخفاض سعر العملة النيجيرية

خسائر ميدل إيست لم تكن ناتجة من تراجع ركاب درجة الأعمال فحسب، إذ أن انخفاض سعر صرف العملات الذي يعدّ من أبرز مخاطر ميزانيات شركات الطيران، قد أثّر سلباً في إيرادات الشركة. يقول الحوت إن زيادة عدد الأسطول توازيها خطط لزيادة عدد الوجهات، فعلى سبيل المثال "لدينا قرار بالتشغيل إلى الخرطوم ولكن مع أزمة العملة هناك وعدم إمكانية تحويل المال من الخرطوم، فهذا القرار معلق. هذا العام عصفت أزمة العملات في عدد من الدول، وفي طليعتها نيجيريا التي تكبدنا فيها خسائر كبيرة نتيجة انخفاض سعر صرف العملة النيجيرية، وعدم إمكانية تحويل هذه الأموال إلى الدولار، ومن ثم تحويلها إلى لبنان من نيجيريا، لذلك نحن نتريّث الآن في هذا الأمر كي تنتهي أزمة تحويل العملات في تلك البلدان".
الأمر يختلف بالنسبة إلى فتح الخطّ مع كندا. إيركندا تسعى لوضع لبنان ضمن وجهاتها "وهذا من حق ايركندا. هذا الأمر لا يحتاج إلى مفاوضات إنما يحتاج إلى بعض الإجراءات العادية لتسيير مثل هذه الرحلات، وعلى ما أذكر إن العائق في هذا الشأن كان أمنياً منذ أكثر من 10 سنوات، ونتمنى أن يكون هذا العائق الأمني قد أزيل ونحن نرحّب بهم في بيروت. وإذا أتيح لـ"ايركندا أن تأتي إلى بيروت فهذا يعني أنه يجب أن يُزال هذا العائق أيضاً أمام شركة "الميدل ايست" لتسيير رحلات لها إلى كندا، وعندها ندرس الأمر بعد التأكد من عدم وجود هذا العائق، ونتخذ القرار المناسب بشأن ذلك".
الكلام عن ميدل إيست لا يكتمل من دون مطار بيروت الدولي. الميدل إيست حاضرة في المطار بأكثر من شكل. في رأي الحوت إن المطار "يخدم لبنان وسوريا أيضاً ولولا "الميدل ايست" لكان المطار توقف عن العمل. هناك مستحقات مالية متوجبة على المطار لمصلحة ميدل إيست تفوق 70 مليون دولار. هذه المبالغ ناتجة من عملية التشغيل والصيانة لكن الدولة لا تدفع، ومع ذلك نحن مستمرون علماً بأن خسائر الشركة أكبر بكثير من الكلفة الشهرية التي ندفعها للصيانة وهذا لا يمنع أنه على الدولة اللبنانية أن تعي مسؤولياتها وتدفع ما يتوجب عليها لـ"الميدل ايست" لأنه لا يجوز أن تستمر الأمور على هذه الحال".
الانتقادات التي وجّهها الحوت لمطار بيروت عديدة، فهو يرى أن الدخل الناتج من المطار يبلغ 200 مليون دولار، وبالتالي "لا يمكن للمطار الاستمرار بوضعه الحالي وهو يستحق بعد 20 عاماً على تشغيله أن يُصرف عليه ما يوازي 70 مليون دولار لتحديث بعض الأجهزة المتهالكة والقديمة، وهذا من مسؤولية الدولة أيضاً". لكن الخطوة الأهم لا تقع في الصيانة، بل في عملية الاستثمار في المطار الذي يُطلب توسعته "ولا يمكنه الاستمرار بسعته الحالية". في رأي الحوت إن "إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني بات حاجة ملحة جداً ولا مهرب منه، ونأمل أن يتم ذلك وتبصر هذه الهيئة النور مع الحكومة الجديدة عملياً، وإلا فنحن سنواجه مشكلة حقيقية في المطار، وعلى الدولة اللبنانية أن تتنبه لهذا الأمر".
(الأخبار)