للمرة الأولى منذ 23 سنة، جرت معركة انتخابية في جمعية المصارف بين لائحة القرار المصرفي ولائحة التغيير، والتي أسفرت عن فوز 11 عضواً من لائحة القرار المصرفي برئاسة جوزف طربيه مع خرق واحد من رئيس لائحة التغيير سليم صفير. حركة التشطيب كانت لافتة في هذه الانتخابات وبلغت 30% من المشاركين في الانتخابات البالغ 63 مصرفاً، إذ حصلت لائحة القرار المصرفي على 30 صوتاً بلائحة كاملة من دون تشطيب، مقابل 14 صوتاً للائحة التغيير، أي أن هناك 19 مصرفاً انتخبت بلوائح من اختيارها.
وجاءت النتائج على النحو الآتي: تنال صباح (44)، سعد الأزهري (44)، غسان عساف (42)، وليد روفايل (41)، جوزف طربيه (41)، فرايدي باز (41)، نديم قصار (39 صوتاً)، سمعان باسيل (39)، أنطوان صحناوي (38)، عبد الرزاق عاشور (35)، محمد الحريري (36) وسليم صفير (32). أما الخاسرون فقد جاءت نتائجهم على النحو الآتي: فاروج نيكازيان (29)، ماريو سرادار (28)، سامر عيتاني (26)، طارق خليفة (25)، فادي العسلي (24)، جان رياشي (24)، وائل الزين (22) وفادي الداعوق (21).
لم يكن هناك قضية واضحة في هذه المعركة باستثناء مطالبة لائحة التغيير بالتجديد، وهو أمر لم يكن غائباً أيضاً عن بعض أعضاء لائحة القرار المصرفي. وباستثناء سعي الطرفين للفوز بالجمعية، لم يكن هناك أي مهمّة أو جدول أعمال متنازع عليه بين الفريقين. رغم ذلك، كشفت النتائج والأرقام، التي نالها الفائزون والخاسرون، أن بإمكان المصارف الصغيرة خوض معركة بوجه نادي كبار المصرفيين الذين يحتكرون تمثيل القطاع في الجمعية وإفقادهم "ميزة" الإجماع التي كانوا يحصدونها بسهولة في الدورات الانتخابية السابقة من خلال تزكيتهم، وأن هناك مطلباً من هذه المصارف بالتجديد والتغيير. ومما تبيّن من الأرقام، أن هناك مصارف صغيرة لديها حجم تمثيل في القطاع المصرفي أكبر من المصارف الكبيرة التي تصنّف نفسها ضمن "نادي الكبار"، وأن التشطيب لم يكن مركّزاً على أسماء محدّدة، ما أفقد لائحة التغيير القدرة على زيادة مستوى الخرق والفوز بأكثر من مقعد. لكن تشتت التشطيب كان سببه الأساسي أن لائحة التغيير لم تكن قادرة على إقناع الجميع بقدرتها على تمثيلهم في الجمعية، فيما عكست النتائج واقع التناغم والتنافر في مصالح المصارف الصغيرة مع بعضها البعض ومع المصارف الكبيرة أيضاً.
إذاً، كسرت هذه الانتخابات حاجز خوف المصارف الصغيرة والمتوسطة القائم منذ 23 سنة بين المصارف. بعض أصحاب المصارف مارس هذا الأمر بعلنية، ولم يكن مضطراً إلى المواربة، بل أفصح عن رغبته في تشكيل لائحة "على ذوقه"، فيما "تذاكت" المصارف على بعضها البعض من خلال ترميز اللوائح لمعرفة من هو المصرف الذي لم يلتزم بوعوده. في اليوم السابق للانتخابات، كانت حسابات لائحة القرار المصرفي أن بإمكانها حصد 34 صوتاً صافياً، لكن فرز الأصوات أمس أظهر أن الوعود التي حصلت عليها بلائحة كاملة من بعض المصارف تنقص أربعة، وهي نوعاً ما معروفة. ترميز اللوائح ومتابعته كان أمراً ممكناً بعدما طلب بعض المصرفيين من زملائهم الالتزام باللائحة الموزّعة عليهم، وقد تبيّن أن هناك لوائح تراتبية، الأسماء فيها مختلفة عن غيرها، رغم أنها تنتخب لائحة كاملة أو مشطوب فيها اسم او اسمان.