يواصل ائتلاف أحزاب السلطة القبض على القرار النقابي، وقد وصل «الدور» هذه المرة إلى نقابة المعلمين في المدارس الخاصة ورئيسها نعمه محفوض، إذ خرجت الأوامر السياسية بمعاقبته ومنعه من الوصول مجدداً على رأس النقابة لولاية رابعة. ومن المقرر أن تجري النقابة انتخاباتها، الأحد المقبل، فيما يتوقع أن تصل إلى المعلمين كلمة السر الانتخابية والاتفاق الضمني على تعطيل النصاب القانوني (النصف زائداً واحداً من الناخبين أي نحو 7700 معلم من أصل 15500 ناخب)، كي لا يتكبد هؤلاء عناء المشاركة في استحقاق ستكون نتائجه ملغاة سلفاً، وبالتالي تأجيل الانتخابات إلى الأحد الذي يليه، أي في 9 تموز، بمن حضر.
وبينما يتجه محفوض لتشكيل لائحة مكتملة ممن سماهم الأصدقاء من المعلمين المستقلين وبعض قواعد الأحزاب، حسمت القوى المؤتلفة إيلاء الرئاسة لمرشح التيار الوطني الحر رودولف عبود، وتنصرف حالياً إلى تذليل عقبات التمثيل مراعاةً «للعرف النقابي» بتوزيع المقاعد الـ12 للمجلس وفق الآتي: 7 مسيحيين و5 مسلمين (2 شيعة و3 سنّة). ويتألف التحالف من ممثلين عن التيار الوطني الحر، القوات اللبنانية، حزب الله، حركة أمل وتيار المستقبل مع إمكان انضمام تيار المردة. ومن العقد التي برزت الرغبة التي أبداها بعض المعلمين المحسوبين على التيار الوطني الحر في الترشح على لائحة محفوض، ما أدى إلى تلويح قيادة التيار بإقالتهم، وهناك مساعٍ الآن لاستيعاب بعضهم في الائتلاف. يذكر أن المرشح جورج ضاهر قدم استقالته من التيار وانضم إلى لائحة محفوض.
أما جمعية المقاصد، وهي ركن أساسي في المعادلة، فلا تزال تتريث في حسم موقفها وما إذا كانت ستخوض المعركة الانتخابية مع محفوض أو مع الائتلاف. ورغم أن ممثلها جمال الحسامي أعلن دعمه للنقيب السابق، لكنه بدا متردداً في إعلان موقف نهائي، مكتفياً بالقول: «سننتظر ما ستؤول إليه الأمور على الأرض في الأيام القليلة المقبلة، وخصوصاً أنه ليس هناك انتخابات هذا الأحد».
أما محفوض فبدا مستاءً من الجزء الأكبر من زملائه النقابيين الذين لم يعترضوا على معاقبته، كما قال، ولم يواجهوا رؤساء أحزابهم عند القول لهم: «جيبوا مين ما كان إلّا نعمه محفوض». هو يراهن على بعض المعلمين المستقلين وجزء من قواعد الأحزاب، ولا سيما «الانقسام» العوني ودعم كل من الجماعة الإسلامية وحزب الكتائب لترشيحه للرئاسة. ممثل حزب الكتائب مجيد العيلي قال لـ «الأخبار»: «إننا نرفض الاصطفاف الحاصل وإلغاء الجو النقابي الذي يمثله محفوض».
وفيما كان يفترض أن تجري الانتخابات في نيسان الماضي، جرى التذرع بسلسلة الرواتب لتأجيل الاستحقاق إلى «وقت قاتل» كما قال المعلمون، وخصوصاً أنّ هؤلاء انصرفوا إلى عطلتهم الصيفية.
إلى ذلك، اختفى النبض النقابي الذي خاض انتخابات الدورة السابقة في عام 2014 تحت إطار «نقابيات ونقابيين بلا قيود» والذي خرج من رحم تحرك هيئة التنسيق النقابية. حاول الإطار يومها «خربطة الطبخة» في بيروت، ونال 30% من أصوات الناخبين في المحافظة، وكان هدفه نشر ثقافة الوعي المطلبي والحقوقي في صفوف معلمي القطاع الخاص، لكن هذه الحركة توقفت في ذاك اليوم الانتخابي.