دائماً ما كانت «النجمة الحمراء» التي ترمز إلى الحزب الشيوعي «تستفّز» القوى العسكرية والأمنية. من يرفعها مثلاً على سيارته، كان يُطلب منه التوجه إلى «اليمين» بهدف التضييق عليه. أول من أمس، كان عددٌ من مناصري «الشيوعي» عائدين من التظاهرة السنوية التي تُنظّم لمناسبة عيد العمّال، حين استفزّت الراية الحمراء عُنصراً من قوى الأمن الداخلي على حاجز ضهر البيدر.
لم يشفع لـ«حراس السنديانة» أنهم أعضاء الحزب الأمين على مطلب إقرار سلسلة الرتب والرواتب، بشكل يُنصف المستفيدين منها ومنهم أبناء السلك العسكري. العلم خارج النافذة كاد يصطدم برأس العسكري، فطلب وضعه داخل الفان. هكذا تقول الرواية الأمنية. لم يمتثل الشباب الشيوعي للطلب. أُنزل الإخوة محمد ومنصور وعبد الخالق جمال الدين من الفان، إضافةً إلى سائقه، وأدخلوا إلى المخفر. «القضية» بسذاجة سببها الموجب، كان يُمكن أن تنتهي بتحقيق بسيط مع الشباب. إلا أنّ ما حصل كان الاعتداء بالضرب على «حملة العلم». أُصيب منصور بجروح في رأسه، كما أظهرت الصور، وهو تحت المراقبة في «الزنزانة في المستشفى وفي ظلّ حراسة»، وفقاً لمحامي «الشيوعي» مازن حطيط. ولكن بحسب بيان المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، «عندما أدرك أحدهم أنه يجري طلب النشرة، أقدم وبصورة فجائية على لكم الضابط على رأسه، فقام الضابط بردّ فعل فوري، نتج منه إصابة المعتدي ونقله إلى المستشفى للعلاج، وتبيّن أنه يوجد بحقه قرار جزائي». ينفي حطيط ذلك، «القرار الجزائي الذي تحدثوا عنه هو ضبط سرعة زائدة لم يكن منصور يعلم بوجوده». أما عن ذكر بيان قوى الأمن أنّ الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب اتصل باللواء عماد عثمان، طالباً إنهاء المشكلة بعيداً عن أي اجراءات أخرى، وإصرار عثمان على حلّها بصورة قانونية، يقول حطيط «طلبنا خروج الشباب بعد انتهاء التحقيق».
الموقوفون أخلي سبيلهم، باستثناء الجريح منصور الذي «أحيل إلى المحكمة العسكرية بحجة تناقض أقواله مع البقية. ربما بعد المؤتمر الصحافي لغريب وتهديدنا بالادّعاء على المتورطين دفعهم إلى الردّ بهذه الطريقة»، وفقاً لحطيط. بعد صدور إشارة المفوض الحكومي، «وتحول الملف إلى القضاء، انقطع التواصل بين الطرفين». الخطوة المقبلة هي «عقد اجتماع مساء اليوم (أمس) مع غريب، وسنقوم بإجراءات تصاعدية، منها تحركات أمام وزارة الداخلية والمحكمة العسكرية». وينظّم الشيوعيون اليوم (الساعة 12 ظهراً) اعتصاماً أمام المحكمة العسكرية، للمطالبة بالإفراج عن رفيقهم منصور جمال الدين.