تعرّض عضو مجلس بلدية عين داره ستيفن حدّاد، ليل أول من أمس، للضرب المُبرّح على أيدي ثلاثة شُبان مجهولين. وبحسب تقرير الطبيب الشرعي، فإن ما تعرّض له حدّاد هو محاولة قتل. وأظهرت الصور المنشورة الضرر الجسدي الجسيم الذي لحق به، إذ أدّى الاعتداء عليه الى كسور في الأنف وجرح كبير في الرأس، فضلاً عن الكدمات القوية التي انتشرت في أنحاء جسده.
ووفق الرواية التي نقلها مُقرّبون من حدّاد، فإن الأخير كان ماراً من طريق ضهر البيدر، وفوجئ بسيارة تتعقبه، وبعد دقائق صدمت هذه السيارة سيارته من الخلف، ما دفع حدّاد الى الترجّل لمحادثة مُستقلي السيارة. وتقول الرواية إن 3 شُبان ترجّلوا من السيارة وانهالوا على حدّاد بالضرب المُبرّح، وذلك بسبب «إقدام حدّاد على تصوير موقع معمل الإسمنت المُزمع إنشاؤه ضمن نطاق بلدة عين داره في عاليه».

فتوش: سنلاحق من يروّج الاتهامات ومن يعيق تنفيذ مشاريعنا


يُذكر في هذا الصدد أن حدّاد يعمل مصوراً فوتوغرافياً، ويقول أصدقاؤه إنه كان يعمد أحياناً الى تصوير موقع المعمل. ووفق الرواية نفسها التي ينقلها أصدقاؤه، فإنّ الشبان هدّدوه في حال «مواصلته تصوير المعمل». من هنا أُثيرت شُبهة ترهيب حدّاد على خلفية الاعتراض الواسع الذي يواجهه مشروع معمل الاسمنت، الذي أطلق عليه معارضو إنشائه اسم «معمل الموت»، والذي تعود ملكيته الى بيار وموسى فتوش، شقيقا النائب نقولا فتوش. وعليه، نُظّمت حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي استنكاراً للحادثة، و«لنهج الترهيب من أجل فرض معمل الاسمنت في البلدة».
من جهته، أصدر بيار فتوّش بياناً استنكر فيه "الاعتداء الآثم الذي تعرّض له السيد ستيفن حداد»، رافضاً "بشكل قاطع اللجوء الى العنف والقوة لأي سبب»، ومبدياً التزامه بالقوانين النافذة وبخضوعه للقضاء وأحكامه. وأضاف فتوش أن العاملين في المجمع الصناعي (معمل الاسمنت) في جرود عين داره هم أيضاً «عرضة لمختلف أنواع التهديدات والاعتداءات، بما فيها الاعتداءات المُسلّحة، من قبل عصابات وجماعات يُديرها ويوجهها رئيس بلدية عين داره، وبالتنسيق مع ميليشيات طائفية معروفة».
في هذا الصدد، تقول مصادر مقرّبة من المجلس البلدي لبلدية عين داره إن البلدية حالياً تجهد لعدم رمي الاتهامات، سعياً الى استكمال التحقيقات المطلوبة، «وعليه ستُقدم على اتخاذ الإجراءات المطلوبة نصرة لأحد أعضاء مجلسها»، فيما أعلن فتوش في بيانه أنه يحتفظ بـ«كامل حقوقه القانونية في ملاحقة ومحاسبة كل من يقوم باختلاق وترويج الاتهامات والأخبار الكاذبة بحق آل فتوش (..) ومن يعيق تنفيذ مشاريعهم».
واستنكر الاعتداء على حداد كلّ من الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وطالبوا السلطات الأمنية بالكشف عن المعتدين ومعاقبتهم.