هزّت بلدة قب الياس في البقاع الأوسط، صباح أمس، جريمة قتل، إثر إقدام الشاب مارك ي. (23 عاماً) على إطلاق النار من مسدس حربي على كلّ من طلال العوض (من بلدة قب الياس) وخليل القطان (من بلدة بوارج)، وأرداهما على الفور.
ليست المشكلة تلاسناً وردّ فعل فقط، بل إنها تكبر يوماً بعد يوم في جميع المناطق اللبنانية بتفشّي ظاهرة حمل السلاح وتعاطي «مواد الهلوسة». وبعض السلاح المتفشّي مرخّص من الدولة التي لم تبدأ بعد حملة جدية على تجار حبوب الهلوسة وباقي المواد المخدِّرة.
وفي التفاصيل أنه عند السادسة صباحاً كان المدعو مارك ي. برفقة ثلاثة شبان في سيارة. وعند وصولهم الى مفرق سوق الخضر في قب الياس، توقفوا أمام «فان» معدّ لبيع القهوة، يعمل فيه عوض والقطان. وطلب مارك ي. فنجان نسكافيه من العوض، ولما قدّم له الفنجان، قال مارك: «النيسكافيه بلا حليب. بدّي فيها حليب»، بطريقة استفزازية، فحصل تلاسن بينهما، ما لبث أن تطوّر، فشهر الجاني مسدسه، وأطلق النار على عوض. وأثناء توجّه القطان نحوه، أطلق عليه النار أيضاً، وتوارى عن الأنظار، فيما شهدت البلدة حالة غضب شديد، تُوِّجَت باقتحام عدد من أفراد عائلتَي المغدورَين المؤسسة التجارية العائدة لذوي القاتل وحطّموا محتوياتها. كذلك شهدت البلدة إطلاقاً للنار في الهواء، وتهديداً بالثأر للضحيتين. وتدخلت قوة من الجيش لإعادة فرض النظام، كذلك تدخلت فعاليات البلدة السياسية والحزبية والاجتماعية لتطويق الحادثة ومنع تفاقم الوضع. في موازاة ذلك، سلّمت عائلة مارك ي. ابنها، وغادرت بلدة قب الياس (العائلة تسكن قب الياس لكنها من عين دارة)، تجنّباً لأيّ ردّ فعل.

رفضت فعاليات البلدة وضع الجريمة في إطار طائفي أو مذهبي



وبحسب مصدر أمني، فإن «مارك ي. يتعاطى المخدرات، وكان في حالة سكر عند تنفيذ الجريمة». وأشار إلى أن تدخل الأهالي وفعاليات البلدة والتواصل مع القيادات الامنية والعسكرية خفّفا من الاحتقان وحالة الغليان التي رافقت تشييع القتيلين. وتابع المصدر: المشكلة أن هناك «قيادات أمنية وسياسية تجيز حمل السلاح لبعض المناصرين، وتتدخل عند أي إشكال أو جريمة، وهذا ما يشجّع الشباب على انتهاك القانون والاعتداء على الآخرين».
ورفض ذوو المغدورَين وضع الجريمة في خانة الصراع الطائفي والمذهبي، وهو ما حاول البعض تسويقه. وبحسب ابن عم القتيل طلال القطان، أحمد القطان: «من المعيب الحديث عن تهديد للعيش المشترك في قب الياس. الجاني قاتل، وهذا الاعتداء ليس له علاقة بمسلم أو مسيحي. من حقنا أن نطالب بالقصاص من القاتل لأنه مجرم ليكون عبرة لغيره، وأن تبتعد الكيديات والتجاذبات السياسية عن سير عمل التحقيق وعن حكم القضاء». بدوره، رأى إمام البلدة، الشيخ القاضي عبد الرحمن شرقية، أن هذه الجريمة هي تحصيل حاصل لظاهرة تفشّي تعاطي المخدرات وحالات السكر الظاهر وحمل السلاح من دون رادع. وقال أثناء تشييع الضحيتين: «لن نسمح بأي فتنة طائفية تزعزع الاستقرار والتعايش في قب الياس. هذه الجريمة لن تخرج عن إطارها الجرمي».