من المفترض أن يحدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان موعداً لانتخابات المفتين في المناطق، بعدما وزّعت لوائح الشطب على دور الإفتاء منذ بداية شباط الفائت. انتخاب مفتي المناطق وعددهم عشرة يعتبر استكمالاً لما بدأه دريان منذ انتخابه في العاشر من آب 2014، بإجراء انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى والمجالس الإدارية الوقفية.
وتؤكد مصادر معنية أن «الأرضية السياسية والأمنية جاهزة لهذا الاستحقاق، والشارع السني في البقاع الشمالي توّاق لانتخاب مفتٍ بعد فترة طويلة من التعيين والتكليف بسبب الخلافات بين مفتي الجمهورية السابق محمد رشيد قباني وتيار المستقبل». ولفتت الى أن التكليف والتعيين كانا يحصلان سابقاً في ظل عدم وجود مجلس شرعي. واليوم، بعد انتخاب مجلس شرعي، لم تعد هناك أسباب تحول دون الانتخاب.
وتضم الهيئة الناخبة رئيس وأعضاء المجلس الإداري الوقفي لبعلبك ــــ الهرمل (10) والهيئة التشريعية والتنفيذية (النائبان كامل الرفاعي والوليد سكرية)، وسبعة أعضاء سنّة من المجلس البلدي لمدينة بعلبك (مركز المحافظة)، يضاف إليهم رؤساء بلديات عرسال والفاكهة ــــ الجديدة ومعربون، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المعين عن المنطقة، وعدد من الأئمة المنفردين والمتعاقدين والمكلفين.
وفي انتظار تحديد موعد الانتخابات، فإن باب الترشّح لم يفتح بعد، فيما الشروط تقتصر على بلوغ المرشح سن الأربعين وحيازته إجازة في الشريعة الإسلامية. وأبرز المرشحين للمنصب المفتي الشيخ خالد صلح والمفتي السابق الشيخ أيمن الرفاعي (معروف باسم الشيخ بكر الرفاعي).
صلح لم يؤكد ترشحه، مكتفياً بالإشارة إلى أن «أي شخص يحق له الترشح»، وإلى أن لوائح الشطب التي وصلت إلى دار الفتوى «ليست سوى لوائح شطب تصل بشكل دوري وسنوي من أجل تصحيحها». وأوضح لـ»الأخبار» أن موعد الانتخابات «لم يحدّد بعد من دار الفتوى في بيروت. وعلى الجميع أن يتقيد بقرارات الدار، سواء بإجراء الانتخابات أو بالتعيين والتكليف».
الرفاعي، من جهته، أكد لـ»الأخبار» ترشحه للانتخابات «في حال حصولها»، لافتاً إلى أن «المنطقة والطائفة السنية لم تعودا تحتملان المزيد من الانقسامات. ولذلك نحن مع الانتخابات على أساس التوافق، لذلك أسعى لأكون مرشحاً توافقياً. وقد أثبتت انتخابات المجالس الإدارية الوقفية قدرة بعلبك ــــ الهرمل على الوصول إلى تفاهمات وحوار وتلاق بعيداً عن الحساسيات».
مصادر في الهيئة الناخبة شددت على «ضرورة» إجراء الانتخابات التي تسمح للهيئة الناخبة «باختيار الشخص الأنسب بعيداً عن التزلّف للسياسيين من أجل تكليف أو تعيين»، مع التشديد على «رفض أي محاولات لمنع الاستحقاق الانتخابي أو تأجيله، فالوضع الأمني والسياسي مناسب ويسمح بذلك». ولفتت المصادر الى أن تيار المستقبل يتمتع «بدور أساسي في انتخابات مفتي المناطق، إلا أن أطرافاً أخرى أساسية تشاركه في ذلك، وهي منفتحة على الحوار للخروج بتفاهمات، على غرار التفاهم الذي رعاه التيار العام الماضي وأفضى إلى تزكية في مجلس إدارة الأوقاف».
«المستقبل» من جهته، يشدد على أنه سيكون على مسافة واحدة من جميع المرشحين. وأكد منسق التيار في بعلبك محمود صلح أنه «لم يصل تعميم من القيادة في التيار بعد يتعلق بالانتخابات».