تفاءل المصروفون تعسفاً من «مؤسسة الحريري» بالأجواء الإيجابية التي يشيعها قياديو «تيار المستقبل» إثر زيارة الرئيس سعد الحريري الأخيرة للسعودية وانعكاساتها الإيجابية على مالية شركاته ومؤسساته.
ولكن يبدو أن حسابات الحقل لم تنطبق على حسابات البيدر. فقد فوجئ المصروفون باتصال من أحد أفراد شؤون الموظفين يدعوهم فيه إلى المؤسسة لتوقيع براءات ذمة (تتضمن بنداً لا يجيز للمصروفين المطالبة بأي تعويضات أو إجازات أو غير ذلك)، لدفع شهرين من مستحقاتهم، تحت طائلة وقف التأمين الصحي للمصروفين وحرمانهم من أدويتهم، وعدم دفع راتب الشهرين المتبقيين من كتاب إنذار الأربعة أشهر، والامتناع عن إعطائهم إفادات عمل وحسن سلوك.
وكانت «الأخبار» قد نشرت سابقاً أن المديرة العامة للمؤسسة سلوى السنيورة بعاصيري تريد إنهاء ملف المصروفين تعسفاً قبل الانتخابات النيابية، ما دفعها الى إبلاغ بعض المصروفين أنها ستدفع المستحقات كباقي المؤسسات الحريرية إذا ما أبعدوا قضيتهم عن وسائل الإعلام.
وقد سارع وفد من لجنة المصروفين أمس إلى إطلاع رئيسة دائرة التحقيق وقضايا العمل في وزارة العمل منال حجازي على الأمر، وطلبوا منها التواصل. كما رفعوا شكوى رسمية في الوزارة لتحصيل حقوقهم كاملة، بعدما أجهضت إدارة المؤسسة وساطة وزارة العمل قبل أسبوع.
وبالفعل، اتصلت حجازي بمحامي المؤسسة منيح رمضان، وأبلغته أن تصرف المؤسسة غير قانوني ويدل على سوء نية بالتعاطي مع الملف، فضلاً عن ابتزاز المصروفين بمقايضة مستحقات شهرين بالتوقيع على براءات الذمة لقبض بدل شهرين، فرد المحامي بأنه سيعود إلى إدارة المؤسسة لإيضاح ما يحصل.
تجدر الإشارة إلى أن المصروفين يتابعون مسار قضيتهم عبر مجلس العمل التحكيمي، وقد تسلموا مواعيد جلسات المحاكمات الفردية بدءاً من شهر نيسان.