رغم انسداد الأفق امام أي احتمالات توافق في ما تبقى من أيام معدودة قبل انتهاء آخر مهلة لدعوة الهيئات الناخبة، قالت مصادر مطلعة إن اقتراح القانون الأخير الذي قدّمه وزير الخارجية جبران باسيل «لا يزال يملك حظوظاً حقيقية» رغم «مزايدات السياسيين في الاعلام». وأكدت المصادر لـ»الأخبار» ان تيار المستقبل «موافق تماماً على الاقتراح الذي كان شريكاً فيه»، وأن موقف حركة أمل من المشروع «ايجابي جداً»، وقد عبّر عنه الوزير علي حسن خليل في لقاءات حضرها الى جانب باسيل والرئيس سعد الحريري نفسه. كما أن حزب القوات اللبنانية موافق على الاقتراح الذي حاز أيضاً رضا حزب الكتائب.
ولفتت الى أن الجميع في انتظار رد حزب الله الذي «وحده لم يردّ بعد، وواضح انه يأخذ وقته في درس المشروع، وهذا قد يكون مؤشراً الى ايجابية ما خصوصاً انهم يعرفون تماماً مواقف الأطراف الأخرى». واعتبرت أن موافقة الحزب، في حال حصلت، تعني أن الاقتراح سيأخذ مساره الى التنفيذ.
في المقابل، أكدت مصادر قريبة من حركة أمل «أننا لم نعطِ موقفاً رسمياً من اقتراح وزير الخارجية بعد، وسنعطي موقفنا المشترك مع حزب الله». وتابعت: «لا نزال ندرس القانون، ولدينا ملاحظات كثيرة عليه».
مصادر بارزة في التيار الوطني الحر قالت لـ «الأخبار» إن «ما بعد 21 آذار مرحلة جديدة، والرئيس ميشال عون يحضّر لخيار آخر» لم تشأ الدخول في تفاصيله. واضافت: «نحن هنا لا نناور، وماضون إلى النهاية». ومن المتوقع ان يكون لرئيس الجمهورية موقف مطلع الاسبوع المقبل.

التيار: بعد 21 آذار مرحلة
جديدة والرئيس ميشال عون يحضّر لـ «خيار آخر»

وأكدت المصادر أن لدى رئيس التيار، «وربما على خلاف الجميع، قناعة بإمكان الاتفاق في ما تبقى من أيام على قانون جديد تجرى الانتخابات على أساسه». وذكّرت بأن التيار «قدّم مروحة واسعة من الخيارات: المختلط، اكثري ونسبي، ثم التأهيلي على مرحلتين اكثرية ونسبية، وأخيراً خلطة فيها نصف نسبي ونصف ارثوذكسي أكثري، علماً أننا كنا نفضل أن يكون النصف الثاني نسبياً أيضاً، لكن الأطراف الأخرى لم توافق». وأعربت عن اعتقادها بأنه «إذا لم يمش المشروع الأخير الذي قدمه رئيس التيار، فلا بد أن يمشي أحد القوانين الأخرى التي سبقته». ولفتت الى كل هذه المشاريع كانت «حلولاً وسط قدّمناها للتقريب بين وجهات النظر. وفي حال رفضت نعود الى طرحنا الأساس: الارثوذكسي، او نسبية كاملة في 14 دائرة، مع بعض الضوابط»، مذكّرة بخطاب باسيل في ذكرى 14 آذار الذي اعتبر فيه أن «مشروعنا هو النسبية الكاملة، ونحن نضحّي بقبولنا بالنسبية الجزئية».
الى ذلك، وفي ظلّ تفاقم السّجال بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحرّ، حاول الرئيس الحريري احتواء الموقف وسط قلقٍ من ارتفاع منسوب التوتّر بين النائب وليد جنبلاط ورئاسة الجمهورية، خصوصاً مع التحضيرات الكبيرة التي يعدّها الاشتراكي لمهرجان الاحد في المختارة، وبعد تصريحات باسيل التي اعتبرها الاشتراكيون مستفزّة حول مجلس الشّيوخ. وعلمت «الأخبار» أن الحريري توسّط بين باسيل وجنبلاط لتخفيف التوتّر خوفاً من انفراط عقد الحكومة وتعثّر عملها. وعقد لقاء أول من أمس بين باسيل والوزير وائل أبو فاعور، صدر بنتيجته بيان عن هيئة الشّوف في التيار الوطني الحرّ أمس شدّد على أنه «في الذكرى 40 لاستشهاد المعلم كمال جنبلاط، تؤم الشوف الأحد المقبل وفود شعبية للإحتفال بهذه المناسبة، ويهم التيار الوطني الحر في الشوف أن يؤكد على احترامه الكامل لكل رجالات الشوف السياسية والفكرية والأدبية، وهو يشدد على العلاقة المميزة التي تربطه ببني معروف والحزب التقدمي الإشتراكي». وأضاف أن «التيار يعتبر وحدة الجبل من أولى أولوياته والمصالحة تكرست بصورة نهائية بالزيارة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر آنذاك العماد ميشال عون، واللقاء الذي جمعه بالنائب وليد جنبلاط في المختارة». وطالب التيار «المحازبين والمناصرين والمؤيدين بعدم الانجرار إلى المساجلة أو الرد على صفحات التواصل الإجتماعي، ومسح كل ما من شأنه الإساءة إلى العلاقة المميزة والعيش المشترك، بيننا وبين جميع إخواننا في الشوف إلى أي جهة أو طائفة انتموا».
(الأخبار)