لم تنته مفاعيل جولة الاشتباك الأخيرة في مخيم عين الحلوة بعد. الجمر لا يزال كامناً تحت الرماد، رغم تفاؤل قادة الفصائل الفلسطينية بأن التهدئة هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها. المتحدث باسم «عصبة الأنصار الإسلامية» أبو شريف عقل أكد لـ «الأخبار» أن «هناك خطوات لا بد من اتخاذها، تبدأ ببلسمة جراح الناس والتعويض على المتضررين».
وعزا تفاقم الوضع الى تراكمات جولات القتال السابقة، معتبراً أن الحل يكون عبر ثلاث خطوات؛ الخطوة الأولى والثانية تتمثلان في العمل على إخراج المطلوبين اللبنانيين والعمل على عدم تكرار عمليات الاغتيال ووقف الاشتباك، ومن ثم إجراء مصالحات ودفع ديات وتعويضات للناس. الشيخ عقل ليس الوحيد المتفائل، إذ إنّ معظم قيادات الفصائل التي قامت بزيارات لشخصيات سياسية وأمنية أكّدت لـ»الأخبار» أنّ «القرار واضح برفض العودة الى الاقتتال الداخلي بين أبناء المخيم». وإذ اعتبر هؤلاء أنهم يتحملون مسؤولية تردّي الأوضاع الأمنية في المخيم بسبب تقصير أو تراخ، أكدوا أن «ذلك لن يتكرر لأننا شعرنا أن هناك ظلماً يقع على أهلنا في المخيم، لكن ذلك يحتاج إلى جهد ومعالجة أسباب المشكل».
في موازاة لملمة ذيول الاشتباك لسحب الفتيل منعاً من عودة الانفجار مجدداً، كشفت مصادر أمنية لـ»الأخبار» أن «استخبارات الجيش كانت واضحة خلال اجتماعاتها مع قيادات الفصائل بأنه «لن يهدأ بال أهل المخيم ما دام هناك مطلوبون في داخله يخططون للعبث بأمن لبنان». وإذ نفت المصادر الأمنية الاتفاق على فترة زمنية محددة، نقلت أن «قادة الفصائل تعهّدوا بالعمل على إخراج المطلوبين بالطريقة التي دخلوا بها». ولفتت إلى أن الأجهزة الأمنية لم تطلب إخراج جميع المطلوبين اللبنانيين، بل أولئك الذين يشكلون خطراً ويُعدّون لعمليات تفجير في الداخل اللبناني.