صفحة جديدة من صفحات العلاقة المتوترة بين الوزيرين السابقين فيصل كرامي وأشرف ريفي فتحت أمس، غداة "تمني" ريفي على بلدية طرابلس إطلاق اسم الرئيس الشهيد رشيد كرامي على إحدى ساحات المدينة. وردّ كرامي عليه بسؤاله عن "الصفة" التي تجعله يطلب ذلك، مستغرباً خطوته وهو الذي أعلن دعمه قاتل كرامي، في إشارة إلى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع.
تمني المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي على بلدية طرابلس، جاء في كتاب وجهه إلى رئيس البلدية أحمد قمر الدين في 17 كانون الثاني الماضي، أمل فيه منه ومن أعضاء المجلس البلدي "إطلاق اسم الرئيس الشهيد رشيد كرامي على إحدى الساحات الرئيسية في مدينة طرابلس، وذلك تخليداً لذكراه، وعرفاناً بالخدمات التي قدمها لوطنه ومدينته الفيحاء، التي تفخر بأبنائها الذين رفعوا اسمها عالياً".
هذه الخطوة دفعت الوزير السابق للشباب والرياضة إلى الرد على ريفي، أمس، في بيان "شكره" على مبادرته، لكنه أضاف: "إننا لا نعلم الصفة التي يخاطب بها اللواء ريفي المجلس البلدي في المدينة، وحبذا لو خطرت له وهو في سدة السلطة وزيراً للعدل، أو حتى مديراً عاماً للأمن الداخلي، وهي الفترات التي انشغل خلالها اللواء ريفي بدعم وتأييد ترشّح قاتل رشيد كرامي لرئاسة الجمهورية".

نفى رئيس بلدية طرابلس علمه برسالة ريفي التي انتشرت صورتها في المدينة

ولفت الأفندي نظر وزير العدل السابق إلى أن اسم الرئيس الشهيد "أُطلِق على المعرض والمركز الثقافي البلدي والملعب البلدي وإحدى الجادات الأساسية في المدينة، ولعل الحاجة الآن إلى تبني قيم وأفكار رشيد كرامي الوطنية والقومية، وإلى استلهام حرصه وخوفه على مدينته وأهلها من الحروب العبثية والخطابات التحريضية، وعدم زجها في مماحكات انتخابية لا تنتج سوى الخصام والجفاء بين الناس والأهل".
وذكّر كرامي ريفي بأن "رشيد كرامي في مدينته وفي وطنه ولدى محبيه هو "رشيد أفندي"، وهو اللقب الحميم واللطيف الأحب إلى قلبه، وقد أعلن ريفي قبل أيام أن زمن "الأفندية" انتهى، فهل نفهم أنه أعطى استثناءً لرشيد كرامي أم أنه يفكر بإطلاق لقب جديد عليه؟".
ونظراً إلى تعذر استيضاح كرامي أكثر حول الموضوع لسفره خارج لبنان، أوضحت أوساط مقربة منه لـ"الأخبار" أن "ما يقوم به ريفي يخلق فتنة في البلد، يترافق مع خطابه التحريضي والطائفي، ويخلق أيضاً فتنة داخل الطائفة الواحدة والعائلة الواحدة، مثلما يفعل الآن في الطائفة السّنية، ومثلما فعل مع عائلة الحريري واليوم مع عائلة كرامي، وكأنه أصبح وليّ أمر الجميع والناطق باسمهم، من غير أن يكلفه أحد ذلك. فهل يريد أن يصادر قرار الجميع ويتجاوزهم، متخطياً الأصول واللياقات الاجتماعية والأخلاقية والسياسية؟".
أوساط كرامي التي وصفت خطوة ريفي بـ"الخطيرة"، لفتت إلى أنه "إذا كان يحلم بإغلاق منزل عائلة كرامي، وكذلك منزل عائلة الحريري، فإننا نقول له إن ما عجز عنه الجنرال غورو يوماً لن تستطيعه أنت".
وفيما تعذّر الاتصال بريفي لتوضيح موقفه، نظراً إلى وجوده خارج لبنان، كانت المفارقة أنّ رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين نفى لـ"الأخبار" علمه نهائياً بالموضوع، وأوضح أنه "لم أتلقّ أي كتاب من ريفي بهذا الخصوص". وتجدر الإشارة إلى أن صورة كتاب ريفي الموجهة إلى قمر الدين جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي.