بعدما لجأ المدير العام لإذاعة «الشرق» في باريس جميل شلق إلى المحكمة التجارية في فرنسا، لمساعدته على حلّ المشكلة الإدارية والمالية للمؤسسة الناتجة من تراجع الإعلانات، وعجز الرئيس سعد الحريري عن المساعدة، يبدو أن الأخير قرّر المحافظة على إذاعته، وعلى حساب وسائل إعلامه في لبنان، على الرغم من تراجع المستوى المهني للإذاعة الباريسية، والتكلفة العالية مقارنة بباقي مؤسساته. وعلمت «الأخبار» من مصادر فرنسية أن «الحريري بدأ بدفع المستحقات الواجبة عليه، وهي مبالغ ضخمة»، خوفاً «من إعلان الإذاعة إفلاسها، خصوصاً أن الحكومة وضعت يدها أخيراً على المؤسسة عبر مكتب استشاري تابع لها».
وتقول المصادر إن «هذه الخطوة أتت خوفاً من أن يلجأ المكتب إلى بيع الإذاعة، بهدف ضمان حقوق الموظفين. وسبق أن عرض رجال أعمال عرب شراءها، ومنهم مغاربة وجزائريون، خصوصاً أن النسبة الأكبر من متابعيها هم من الجالية العربية في فرنسا والدول الأوروبية». وعلمت «الأخبار» أيضاً أن «إدارة الإذاعة تحاول التخلّص من بعض الموظفين، علماً بأن عددهم قليل، لكنها خطوة تأتي في سياق مساعدة الحريري لها على الاستمرار». وكانت الإدارة منذ فترة قد باشرت بتنفيذ خطّة تقشف طاولت 35 موظفاً من أصل 70، مقابل تعويضات مالية. وهذا الإجراء، دفع الموظفين إلى الإضراب، أعلنوا في خلاله أن مشكلتهم تكمن في الرواتب العالية التي يتقاضاها أقطاب الإذاعة، وأن سياسة الإدارة المالية هي التي أودت بالإذاعة إلى حافة الإفلاس.