باعت شركة محمد عبد المحسن الخرافي حصّتها في شركة "رسامني يونس ــ لبنان" وفي "رسامني يونس ــ سوريا" وفي رسامني يونس ــ المملكة المتحدة" بمبلغ إجمالي قيمته 13.5 مليون دولار. بهذه الصفقة، تستكمل مجموعة الخرافي تسييل موجوداتها من لبنان تمهيداً لتصفية الأملاك والأصول التي يملكها ورثة عبد المحسن الخرافي، فضلاً عن كون الشركة تتعرض لضغوط مالية.
شهدت شركة رسامني يونس المعروفة باسم "ريمكو" مجموعة من التغيرات في بنية المساهمين خلال السنوات الماضية. فمنذ إدراج الشركة على بورصة بيروت، انضمت بعض المصارف والشركات إلى هيكل المساهمين بحصص صغيرة نسبياً، ثم رأى بعض رجال الأعمال أن لديهم فرصة جيدة في هذه الشركة مع ارتفاع الطلب على السيارات واستحواذ شركة رسامني يونس على حصّة سوقية واسعة، ولا سيما ضمن فئة السيارات الصغيرة والوسط، وخصوصاً من نوع نيسان. في تلك الفترة، دخلت مجموعة محمد عبد المحسن الخرافي وصلاح عسيران وميدل إيست كابيتال غروب... إلا أن كل هؤلاء باعوا حصصهم خلال الفترة الماضية، وآخرهم شركة الخرافي. وسبق الخرافي أيضاً وليد رسامني الذي باع أسهمه لفايز رسامني وافتتح شركة جديدة استحوذت على وكالة مبيعات هيونداي في لبنان.
بيع حصّة مجموعة الخرافي في شركة ريمكو له سياق مختلف عن غيره. فهذه الشركة الكويتية العملاقة كانت برأس واحد هو محمد عبد المحسن الخرافي الذي توفي وترك الشركة بعدّة رؤوس غير متوافقة بعضها مع بعض. وما كرّس الخلاف بين الرؤوس الوريثة هو أن المجموعة تعرضت لأزمة سيولة ضخمة دفعتها إلى اتخاذ قرار مع شركائها في مجموعة زين للاتصالات، لبيع شبكة اتصالات منتشرة في 10 دول أفريقية بقيمة 10.7 مليارات دولار (مجموعة الخرافي تملك 26% من مجموعة زين)، لكن أزمتهم لم تنتهِ، فحاولوا بيع "زين" لشركة فيفاندي الفرنسية، ثم لشركة اتصالات الإماراتية، ثم لشركة هندية... المحاولات باءت بالفشل في ظل معارضة بعض الشركاء في زين لهذا الأمر. غير أن أزمة الخرافي كانت مستمرّة في ظل الخلافات بين أفراد الأسرة حول قيادة المجموعة، وخصوصاً بين بدر ناصر الخرافي، ولؤي جاسم الخرافي.
في هذا السياق، اتفق الأطراف من آل الخرافي على بيع حصّتهم في شركة ريمكو في لبنان والمملكة المتحدة وفي سوريا أيضاً بقيمة إجمالية تبلغ 13.5 مليون دولار، منها 9.6 ملايين دولار للحصة في لبنان والباقي ثمناً لحصصها في سوريا والمملكة المتحدة. وبحسب إعلان نشرته شركة ريمكو على البورصة اللبنانية، فإن الصفقة تمت في 31 كانون الثاني 2017 بين شركة محمد عبد المحسن الخرافي وأولاده وبين شركة شفت ش.م.ل. (هولدنغ). وهذه الأخيرة هي مملوكة بنسبة 98% من فايز رسامني. ويشير البيان إلى أن الخرافي باع 3,133,066 سهماً من الفئة ب في شركة رسامني يونس للسيارات بسعر 3,07 دولارات للسهم الواحد. وقد بلغت قيمة الصفقة الإجمالية 9,618,512 دولاراً.
وبذلك، بلغت النسبة الجديدة لفايز رسامني في رأس مال الشركة نحو 38.07%. وباستثناء فايز رسامني، ليس هناك جهة أخرى تملك حصّة كبرى في الشركة. فبحسب لائحة المساهمين، يحمل بنك الاعتماد اللبناني 233 ألف سهم، وترايساكس للاستثمار هولدنغ 120 ألف سهم، وجميل محمد عبد الملك 88 ألف سهم، وباسم يوسف عطية 66 ألف سهم وجورج الزغزغي 50 ألف سهم، وخالد بن أحمد بن عبد الجفالي 110 آلاف سهم وريكاردو موريس سليمان 221 ألف سهم وعبدالله طه بخش 221 ألف سهم وعماد جاسم حمد الصقر 101 ألف سهم، ومحمد أحمد سعيد القاسمي 456 ألف سهم، ونبيل رفيق زين الدين 41 ألف سهم، ومازن رسامني 751 ألف سهم، ومكرم رسامني 751 ألف سهم وشركة رسارية العقارية للاستثمار 39 ألف سهم، وسامر بن سعود بن محمد علي الشواف 222 ألف سهم وكندا انسفتمنت كومباني 63 ألف سهم وسكايلاين هودلنغ 233 ألف سهم، والبنك السعودي الفرنسي 47 ألف سهم، وبنك البركة 89 ألف سهم. وتشير لائحة المساهمين إلى أن فايز رسامني يملك مباشرة 1.6 مليون سهم، فيما يملك عبر شركة شفت هولدنغ المسجلة في السجل التجاري تحت الرقم 1902472 نحو 1.7 مليون سهم (قبل الصفقة).
وكانت شركة رسامني يونس للسيارات قد تأسست في 7 أيلول 1957 وأدرجت أسهم الشركة في بورصة بيروت منذ شباط 1998، ويتمثّل نشاطها الأساسي في استيراد وتصدير وتجارة السيارات وقطع الغيار، وهي تملك وكالة حصرية من شركة نيسان موتور كومباني ومن شركات أخرى.
ووفق البيانات المالية الأخيرة، فإن مبيعات ريمكو ارتفعت إلى 99 مليار ليرة في نهاية 2015، ورأس مالها يبلغ 27.3 مليون سهم تتوزّع على النحو الآتي: 13.923 مليون سهم من الفئة (أ)، و10.92 ملايين سهم من الفئة (ب)، و2.457 مليون سهم من الفئة (ج).