لم تعرف قيادة حزب الكتائب من أين ترد النيران التي فُتحت ضدّها في اليومين الماضيين. فبينما كان مناصرو الكتائب والقوات اللبنانية ومسؤولوهما يتبادلون الاتهامات والإهانات، برز يوم الجمعة الماضي خبر لقاء السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي ونائب زحلة الكتائبي إيلي ماروني، ما سمح لبعض المتابعين بالربط بين الواقعتين.
أول من نشر الخبر كان موقع «شبكة شام» الإلكتروني التابع للمعارضة السورية، وفي تفاصيله أنّ السفير السوري وماروني بحثا «إحياء نفوذ (الرئيس السوري بشار) الأسد في لبنان من خلال التأثير بالانتخابات اللبنانية المرتقبة، حيث قدم سفير الأسد عرضاً لماروني بتجيير أصوات الأحزاب التابعة والموالية للأسد لصالحه، وذلك مقابل تغيير النهج الذي يسير فيه حزب الكتائب المعادي للأسد».

بحسب المعلومات اتصل عقاب صقر بماروني معاتباً إياه للقائه السفير السوري



الخبر على قدر غرابته لم يتوقف عند هذا الحدّ، لتتوالى التفاصيل المتعلقة به. فبحسب المعلومات المتداولة، فإنّ صاحب مطعم حنّوش في شتورا البقاعية ونسيب النائب السابق سليم عون، إميل حنوش، كان هو مُنسّق اللقاء الذي حصل في مطعمه. ومن المعروف أنّ هذا المطعم هو مركز للعديد من اللقاءات السياسية ومقصد تاريخي لسالكي طريق بيروت ــ الشام. الاجتماع الذي دام قرابة ساعة ونصف بحسب المعلومات، حصل بعلم الرئيس السابق أمين الجميّل ونجله رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل. ورُبط أيضاً بين اللقاء والعلاقة المتوترة التي تربط سليم عون وحنوش، كما الحوار بين حزب الله والكتائب. ومِسك ختام المعلومات أنّ النائب عقاب صقر عاتب ماروني بتذكيره كيف أنّ الرئيس سعد الحريري انسحب من تهانئ عيد الاستقلال في القصر الجمهوري لحظة وصول السفير السوري.
المُستغرب في الموضوع هو أن «يُخاطر» ماروني ويلتقي السفير السوري في مكانٍ عام، وهو يُدرك أنّ ذلك سينعكس عليه سلباً في الانتخابات النيابية المقبلة. كذلك فإنّ صدى كلمات الجميّل المعارضة لانتخاب حليف 8 آذار رئيساً للجمهورية لا يزال يتردد، وقيادة الصيفي تُنصّب نفسها اليوم حامية «ثوابت» فريق 14 آذار، فما الذي تبدّل حتى تُعدّل من سياستها؟
على الرغم من أنّ أطراف عدّة أكدّت حصول اللقاء، إلا أنّ مصادر ديبلوماسية سورية نفت لـ»الأخبار» ذلك، «لو صار لكنّا أعلنا عنه». وأوضحت أنّ «صدفة أدّت إلى دخول ماروني إلى مكان يوجد فيه سعادة السفير، فتبادلا السلام. هو لقاء عابر، ولكن البلد يضج بأي شيء».
من جهته، كان ماروني قد أصدر بياناً ينفي فيه الخبر، ولكنه ناقض أيضاً في اتصال مع «الأخبار» الرواية السورية: «لو حصل اللقاء بهذه الطريقة لكنت رويت ذلك. حنّوش صديق لكل السياسيين في البلد، وإذا التقيت بأي شخصية، فالأدب يستوجب أن أُصافح». يُذكّر ماروني بأمرين: «حلفاء سوريا معروفون؛ والكتائب أصحاب شعار طرد السفير السوري من لبنان».