بروكسل | مفاجأة غير سارة كانت في انتظار الصحافيين اللبنانيين المشاركين في الندوة الختامية لـ«الشبكة الصحافية لسياسة الجوار الأوروبي» التي تختتم أعمالها اليوم في بروكسل. فقد اكتشف مراسلو قناة «الجديد» وجريدتي «السفير» و«الأخبار»، أنّ الشبكة دعتهم إلى المشاركة في أعمالها من دون إبلاغهم أنّ وفداً صحافياً إسرائيلياً سيحضر أيضاً الندوة. وذلك رغم معرفة المنظمين المسبقة بأنّ هذه الخطوة مخالفة للقانون اللبناني، وللمزاج السياسي العربي المعادي للتطبيع.الدعوة التي تلقاها الصحافيون اللبنانيون من الجهة المنظّمة، ومنهم كاتب هذه السطور، لم تشر إلى مشاركة الصحافيين الإسرائيليين الأربعة... علماً بأنّ الأمر حسم منذ بداية نشاطات الشبكة التي انطلقت عام 2007 في بروكسل، وتنقلت اجتماعاتها بين بيروت ومدريد وأذربيجان وأوكرانيا. فقد أُدرج لبنان في مجموعة دول شمال أفريقيا (بدلاً من الشرق الأوسط) لتفادي التطبيع الإعلامي بين الصحافيين الإسرائيليين واللبنانيين، بناءً على طلب الطرف اللبناني حينذاك.
أمام هذا الواقع، لم يكن من مراسلي «الجديد» و«السفير» و«الأخبار» إلا اتخاذ قرار سريع بالانسحاب من الندوة، وإصدار بيان حول القضية. وكان لافتاً أن أياً من الصحافيين العرب لم يبادر إلى الانسحاب. حتى إنّ بعضهم حاول إقناع اللبنانيين بأنّ الأمر «عادي»، وخصوصاً أننا «غير ملزمين بالتواصل مع الإسرائيليين» لأنّ الندوة لن يتخللها ورش عمل، بل ستقتصر على نقاش بين المحاضرين والصحافيين المشاركين. وهناك صحافيّون لبنانيون أيضاً آثروا البقاء في الجلسة، من صحيفة «لوريون لوجور» و«الوكالة الوطنية للإعلام». وبدا واضحاً أنّ موقف الصحافيتين المشاركتين من «الوكالة الوطنية» استند إلى اتصالات أجريت مع مؤسستهما (التابعة لوزارة الإعلام) التي أوصتهما بالمشاركة في المؤتمر، شرط عدم التواصل مع الصحافيين الإسرائيليين.
أحد أبرز المحاور المثيرة التي يناقشها الصحافيون في «الشبكة»، بحسب البرنامج، هو الثورات العربية. كنا نودّ إبلاغهم بما يعرفه ويخشاه تماماً الإسرائيليون أن الثورات العربية قامت ولا تزال قائمة على أساس رفض التسلط والقمع والفساد... والاحتلال بكل أشكاله.