دمشق | اختطف أشخاص ملثّمون فجر الخميس رسّام الكاريكاتور السوري علي فرزات (مواليد حماه ـــــ 1946) أثناء مروره بسيارته في ساحة الأمويين وسط دمشق، عائداً إلى منزله. وبعد تعذيبه والاعتداء عليه، ألقوا به في نقطة بعيدة على طريق المطار، وهو مدّمى الرأس، مع انتشار كدمات على وجهه، وآثار أعقاب سجائر في أنحاء جسمه. وقد نُقل إلى «مستشفى الرازي» لتلقي العلاج. كذلك شوهدت سيارته محطّمة، وفي داخلها جهازه الخلوي ونظارته الطبية. الخبر أثار مخاوف الوسط الثقافي السوري من امتداد يد «الشبيحة» إلى الوجوه البارزة في المعارضة، خصوصاً بعد تحطيم واجهة منزل الروائي نبيل سليمان في قريته «البودي» قرب اللاذقية، والشارة المرورية التي تدلّ على بيت أدونيس في قرية قصابين. وحالما ذاع خبر الاعتداء على فرزات
، تناقل الناشطون على فايسبوك صور الفنان المعروف على سرير المستشفى، وقد ظهرت الكدمات جليةً على وجهه ويديه.
فيما انتشرت صفحات تعلن تضامنها معه، منها «كلّنا علي فرزات». واستنكر رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية الناشط أنور البني أساليب الأجهزة «في الاعتداء على المثقفين وأصحاب الرأي التي باتت معروفة لدى الجميع».
واصدر عدد من المثقفين السوريين بياناً استنكروا فيه «هذه الجريمة بحق أحد رموز الثقافة السورية المعاصرة وأحد أكثر فناني الكاريكاتور موهبةً ونقداً»، وحمّلوا مسؤوليتها «كاملةً لأجهزة الأمن السورية»، واعتبروها «رسالةً بربريةً لبث الخوف في أوساط المثقفين في محاولة للجم تضامنهم مع حركة الحرية التي تعم المدن السورية وقراها». وأخيراً ناشدوا «كل المثقفين والفنانين في البلاد العربية والعالم إدانة هذه الجريمة النكراء والتضامن مع أبناء شعبنا ومثقفيه وفنانيه».
ومن بين الموقعين على البيان: صادق جلال العظم، رياض سيف، برهان غليون، يوسف عبدلكي، ميشيل كيلو، فارس الحلو، حيدر حيدر، طيب تيزيني، عبد العزيز الخير، منذر المصري، أسامة غنم، منير الشعراني، ناصر حسين، غزوان زركلي، بسمة قضماني، سلام كواكبي، عائشة ارناؤوط، سمر يزبك، فادي يازجي، زهير دباغ, إبراهيم صموئيل، رولا ركبي، ماهر شرف الدين، بيليكان رياض، اسامة محمد، مرام المصري، دارينا الجندي، حسان عباس، علي اتاسي، بيان صفدي، ادوار شهدا، ياسر صافي، هالة العبد الله، ابراهيم صموئيل، رشا عمران، نبيل سليمان، منذر حلوم.
(نص البيان وأسماء الموقعين على الموقع الالكتروني لـ «الأخبار»).
وكان فرزات قد نشر مجموعة كبيرة من رسومه على موقعه الشخصي الذي جرى تعطيله أمس. وقد أدان في هذه الرسوم قمع التظاهرات السلميّة، وسخر من شخصيات بارزة في السلطة. كذلك ظهر على فضائيات عربية عدة في تصريحات نارية ضدّ الاستبداد وقمع الحريات، معرّجاً على منع صحيفته «الدومري» من الصدور قبل عقد بسبب تسليطها الضوء على سرطان الفساد.