«بار فاروق» يحطّ في «المدينة»

  • 0
  • ض
  • ض

تنطلق أولى عروض «بار فاروق» لهشام جابر الليلة في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت)، بعد عرضه الأوّل في الصيف ضمن «مهرجانات بيت الدين»، على أن يستمر على مدى ثلاثة أيّام. يبدو أنّ الفضاء المغلق لم يؤثّر في جاذبية العرض، إذ نفدت تذاكر العروض الثلاثة منذ أيام. يستضيف «مسرح المدينة» عرض «بار فاروق» مع هشام جابر وفريق عمله المؤلف من موسيقيين وممثلين وممثّلات، يقدّمون قصصاً من الملهى الليلي «مسرح فاروق» الذي اشتهر في «ساحة البرج» في وسط بيروت، بين الأربعينيات والسبعينيات. لا تغيير يذكر على نصّ العرض، ولا في إخراجه، وفق ما يؤكّد جابر لـ «الأخبار»، باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة المتعلّقة بالمكان: «إنّه «مسرح المدينة»، وليس ساحة في «قصر بيت الدين» (الشوف)». لكن الخشبة ساعدته في إضفاء المزيد من «حميمية» على أجواء الكاباريه. نفاد البطاقات ليس مُستغرباً نظراً إلى سمعة العرض الأوّل في الصيف. حينها أيضاً امتلأت جميع المقاعد ولجأ منظمو «مهرجانات بيت الدين» إلى إضافة مقاعد. لم تخلُ بيروت من أجواء السهر والاحتفال، فهي مستمرة في أوقات الحرب والسلم. إنّها جزء لا يتجزّأ من تاريخ المدينة. «بار فاروق» واحد من أمكنة كثيرة، كانت تقفل أبوابها على السهارى الذين كانوا وجهاً من وجوه المدينة وهويتها. في العرض، خرجت هذه الوجوه، ممثّلة أكثر من فئة اجتماعية: القبضاي، وبائعة الهوى، والسياسي، والثري... يستحضر العرض أيضاً من ساهم في صنع هوية ثقافية للعاصمة اللبنانية، من مؤلفي ومغني تلك الحقبة، أمثال عمر الزعني، ونجاح سلام، وصباح سامي صيداوي، وشوشو، وغيرهم. هؤلاء جزء من كثيرين ساهموا في تكوين شكل الأغنية اللبنانية. حتى الهوية الثقافية ــ الاجتماعية المتمثلة بالحرية والانفتاح في بيروت مقارنة مع جاراتها، تستحضرها مشاهد وشخصيات في «بار فاروق». بيروت الملاذ من الحرّ ومن القيود والضوابط. ذاك الزمن هو زمن بيروت أخرى، لا تشبه بيروت التي سيخرج إليها المشاهد بعد انتهاء العرض. إنّها بيروت بحث هشام جابر عن قصصها وشخصياتها وأغانيها في أكثر من مرحلة، وُصفتها الأذهان أو الأقلام بـ «الذهبية» لدى استعادتها. لن تكون هذه العروض الوحيدة لـ «بار فاروق» في بيروت، إذ سينتقل في أواخر كانون الثاني (يناير) 2016 إلى «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت) الذي لم يعد فقط مسرحاً صغيراً للعروض، بل تحوّل مطبخاً لأخرى نوعية وترفيهية وفنية في آونة واحدة، مع وجوه تعرّف إليها جمهور المترو في أكثر من عمل. وبحسب هشام جابر، ففي المترو «نأخذ حريّتنا أكثر». لائحة المشاركين في «بار فاروق» طويلة. يُطلّ الزميل روي ديب بدلاً من زياد عيتاني، إلى جانب ياسمينا فايد (غناء)، وأحمد الخطيب (إيقاع)، وبشّار فران (كونترباص)، وسماح أبي المنى (أكورديون)، وزياد جعفر (كمان)، وبهاء ضو (إيقاع)، وزياد الأحمدية (عود) وهو موزّع موسيقى العمل. جميع الموسيقيين يشاركون غناءً وتمثيلاً، مع لينا سحاب، وبشارة عطالله، إضافة إلى شانتال بيطار (رقص). «بار فاروق»: 2 و3 و4 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010

0 تعليق

التعليقات