اختارت داليا خميسي هدفاً صعباً. تريد المصوّرة الفوتوغرافية أن تعرف ماذا حلّ بمخطوفي الحرب الأهليّة اللبنانية. قد تكون حادثة خطف أبيها حينها، ثم إعادته في عملية تبادل بعد أيام، ما حفّزها على خوض غمار هذه التجربة بدءاً من عام 2009. لفت مشروعها هذا الصحافي البريطاني بنجامين تشيسترتون، فقام بإنتاج وثائقي سمعي لمصلحة «بي. بي. سي.»
، وصار متاحاً على موقع الإذاعة أخيراً.
تصوّر داليا الأهالي الذين ما زالوا ينتظرون، وحياتهم المكلّلة بالفقدان. هنا قميص عزيز الزهري، مكويّ ومعلّق على باب الخزانة، تحتفظ به «أم عزيز» الفلسطينيّة، التي أُخذ منها أولادها الأربعة خلال مجزرة صبرا وشاتيلا. هنا معجون أسنان ورغوة حلاقة استعملوهما، وهنا كتب ابنها الأصغر أحمد. تسأل داليا المسؤول الأمني السابق في القوات اللبنانية أسعد شفتري عن مواقع المقابر الجماعيّة، فيرفض الأخير الإجابة. ستواصل داليا مشروعها خلال العامين المقبلين، وقد لا تحصل على إجابات كثيرة. يبقى هدفها الوحيد تذكير اللبنانيين بأنّ هناك «17 ألف إنسان خرجوا ولم يعودوا خلال الحرب الأهليّة».
www.bbc.co.uk/worldservice