في إطار ردّهنّ على حجب صفحاتهنّ الخاصة على فايسبوك، بدعوى «انتهاكهنّ» سياسة الموقع حين أطلقن نداءً بدعم الناشطة السورية دانا بقدونس، عبر تويتر «المنافس»، قرّرت المشرفات الخمس على صفحة «انتفاضة المرأة في العالم العربي» اتخاذ مجموعة من الخطوات تحسباً لحجب حساباتهن نهائياً، علماً بأنّ الناشطات المؤسسات للحملة التي بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، حاولن أول من أمس الدخول إلى حساباتهن الخاصة على فايسبوك، فاكتشفن أنه «تم حظر حساب إحداهن لمدة 30 يوماً، وحساب أخرى لمدة 3 أيام، بينما حظر حساب مشرفتين أخريين لمدة 24 ساعة، وتلقت إحداهن إخطاراً تحذيرياً بشأن استعمالها الموقع». كل هذا بسبب دعوة تقضي بتوفير الدعم عبر تويتر لدانا بقدونس، الصبية التي انتشرت صورتها على الفايسبوك، حاملةً لافتة كُتب عليها «أنا مع انتفاضة المرأة في العالم العربي لأنني كنت محرومة لمدة 20 سنة من أن يلامس الهواء جسدي... وشعري».
تقول الناشطة فرح برقاوي (27 عاماً)، إحدى مؤسسات الصفحة، إنّهن لم يتلقين أي ردّ من القائمين على الموقع الأزرق، رغم أنّهن بعثن العديد من رسائل الاستفسار والعرائض. وتضيف لـ«الأخبار»: «تحسّباً لممارسات محتملة، ستركز «الانتفاضة» من الآن فصاعداً على الإعلام التقليدي، ولن تكتفي بنشاطها على الفايسبوك».
وكشفت برقاوي أنّ المجموعة تنوي إطلاق حساب خاص على «فليكر» في غضون عشرة أيام لتبادل الصور، فضلاً عن نسخة احتياطيّة لأرشيفها، مضيفةً: «ثقتنا بتويتر كبيرة لأنّ مساحة التعبير فيه أوسع».
ومن بين الخطوات التي تنوي الناشطات الخمس (يلدا يونس وديالا حيدر (لبنان)، وسالي ذهني (مصر)، ورنا جربوع (السعودية) إلى جانب برقاوي) اتخاذها، مدوّنة لا تزال قيد الإنشاء، فضلاً عن حملة غرافيتي انطلقت في مصر والسعودية والبحرين، ويُتوقع أن تمتد إلى تونس ولبنان قريباً.
وتتحدث برقاوي عن التحضير لشريط وثائقي خاص برسوم الغرافيتي الداعمة لأهداف «الانتفاضة»، في الوقت الذي يدور فيه النقاش حول فيلم تنجزه مخرجة مصرية عن مضمون الحملة ومؤيديها وأشخاص بارزين في «تاريخ النضال النسوي العربي».
وحول أشكال التضامن الذي تلقاه الحملة، تقول المتخصصة في السياسات العامة إنّه يشمل أعمالاً مقدمة من موسيقيين وفنانين عرب، أبرزها الـ«لوغو» الذي كان هدية من الفلسطيني حسّان الطيبي.
وتشير برقاوي إلى أن نقل العمل إلى أرض الواقع لا يزال مستبعداً، لأنه «ما من تصوّر واضح للتحرّك بعيداً عن العالم الافتراضي»، مشددةً في الوقت نفسه على أن «النية موجودة، لكننا سننتظر حتى تتوضّح الصورة وتتكوّن مجموعة العمل في كل الدول العربية». وتذكّر هنا بأن «الرجل هو ضحية المجتمع الذكوري أيضاً، وانتفاضتنا ليست موجهة ضدّه، كما ليست موجّهة ضد الأديان كما يروّجون. نحن صفحة لا تعادي أحداً، بل علمانية بعيدة عن التديّن والتطرّف».