منذ صعود نجم جوليان أسانج وموقعه «ويكيليكس»، شكّل الصحافي والناشط الاسترالي لغزاً يصعب حلّه بالنسبة إلى ميشال الفتريادس. امبراطور «نويرستان» الذي قد يكون انجذب إلى «جنون» هذا المشاكس، أراد أن يلتقيه «لأنّني أردتُ أن أكوّن رأيي الخاص عن الرجل بعيداً عما تروّج له وسائل الإعلام» يقول المنتج ورجل الأعمال اللبناني لـ«الأخبار». لهذا السبب، شدّ الفنان المثير للجدل رحاله إلى لندن حيث التقى أسانج في سفارة الاكوادور في العاصمة البريطانية خلال الأسبوع الماضي. يتحدّث الفتريادس عن «مغامراته» لدى دخوله السفارة حيث كانت «عناصر الاستخبارات البريطانية منتشرة أمام المبنى» مشدداً على أنّ أسانج لا يعطي حالياً أي مقابلات صحافية إطلاقاً. علماً أنّه يقبع حالياً في سفارة الاكوادور بعدما طلب اللجوء السياسي إليها لتفادي ترحيله الى السويد حيث يواجه تهمة بالاعتداء الجنسي. كذلك يخشى تسليمه الى الولايات المتحدة حيث يواجه اتهامات متعلقة بنشر وثائق سرية عبر «ويكيليكس».

لذا، يتكتّم الفتريادس كثيراً حول تفاصيل هذا اللقاء الذي دام ساعتين، لكنّه يخلص إلى «أنّني صرت مقتنعاً بأنّ أسانج رجل ذكي، ذو شخصية قوية وثقافة كبيرة ومستهدف من قبل الامبريالية المتمثلة في أميركا».
وبعد محاولات عديدة لمعرفة فحوى هذا اللقاء، يكتفي الفتريادس بالقول: «لقد تمحور حول كل شيء، وحول التطوّرات الراهنة التي يشهدها العالم العربي، بما فيها سوريا ولبنان». ويشيد الفتريادس هنا بسعة ثقافة صاحب «ويكليكس» الذي يعرف «كل شاردة وواردة عما يحصل في منطقتنا». لكنّه يتوقّف عند الوضع النفسي الصعب الذي يعانيه أسانج «وقد بات مؤكداً أنّ السويد تريد تسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث سيحاكم بتهمة الارهاب التي تصل عقوبتها إلى الاعدام. وهو يعيش حالة انتظار، خصوصاً أنّه لا يعلم ما إذا كانت الاكوادور ستمنحه اللجوء السياسي». ويتابع الفتريادس أنّه بعد لقائه بأسانج، بات مقتنعاً ببراءته أكثر من أي وقت مضى. «فهو رجل شجاع يناضل في سبيل عالم أفضل ويؤمن بالقيم الانسانية ويعمل على فضح المؤامرات التي تحاك ضد الشعوب في العواصم الكبرى». ورأى أنّ أسانج مستهدف من قبل «الامبراطورية الأميركية» بعدما فضح أساليب عملها، خصوصاً أنّها «تخاف أن تعمم تجربة ويكيليكس على العالم، لذا «ستؤدب» الآخرين من خلال أسانج». أما عن نظرة الأخير إلى ما يحدث في سوريا ولبنان، فقال الفتريادس إنّه يقرأ يومياً موقع «الأخبار» الانكليزي، ويوافق نظرة امبراطور «نويرستان» والآخرين بأنّ هناك تدخلاً غربياً سافراً في الملفّ السوري، وأنّ ما يحدث في لبنان ليس سوى استمرار للحملات التي تهدف إلى ضرب مشروع المقاومة منذ عام 2006.
(الأخبار)