الجزائر | مساء اليوم، تقف إليسا أمام 20 ألف متفرّج جزائري في أمسية تحييها في مدينة عنابة (أقصى الشرق) في مناسبة الذكرى الـ 50 للاستقلال. منذ إعلانها، أثارت الأمسية الكثير من الجدل (والحبر). حتى إنّ وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي اتّهمت منظّمي الفعالية بخرق القانون الجزائري، علماً بأنّه في هذا الوقت من العام الماضي، أثارت الفنانة اللبنانية عاصفة من الجدل في الجزائر بعد تناقل وسائل إعلامية خبر دعوتها إلى إحياء إحدى حفلات «مهرجان جميلة». حينها، أطلق شباب من عنّابة حملة على فايسبوك تحت اسم «ضد زيارة مطربات الفسق إلى الجزائر»، قبل التأكيد أنّ إليسا لم تُدعَ أصلاً إلى «مهرجان جميلة» ولا إلى أي مهرجان آخر. لكن الجدل الذي رافق إعلان زيارة صاحبة «بتمون» إلى بلد المليون شهيد، اتّسع هذا العام، وخصوصاً بعد تأكيد بلدية عنابة دعوتها لإحياء حفلتها مقابل 128 ألف دولار، وفق ما تردّد. رقم أثار حفيظة مجموعة من الشباب الذين صعّدوا حملتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن ذلك هدر للمال العام، و«خيانة لدماء الشهداء»، بل وصل الأمر إلى حد تهديدها بالقتل «لو تجرّأت وزارت الجزائر»!وقد اتخذ الجدل طابعاً سياسياً، بعدما اتّهمت رئيسة «لجنة الحفلات والسياحة والثقافة» في المجلس الشعبي لبلدية عنابة، عقيلة زلاقي، رافضي زيارة الفنانة اللبنانية بأنّهم من «معارضي توجهات «حزب جبهة التحرير الوطني» الذي حصد أغلبية مقاعد البلدية»، مضيفة أن مَن «يرفض قدوم إليسا إلى عنابة لا همّ له غير المعارضة». زلاقي أكّدت اتّخاذ تدابير مشدّدة لمنع أي انفلات أمني بعد الدعوات المتزايدة إلى الاعتداء على صاحبة «أواخر الشتا»، وأضافت أنّ إليسا اختيرت بناءً على رغبة الجماهير.
ووسط هذا الجدل، دخلت وزيرة الثقافة خليدة تومي المعركة بقوة؛ إذ اتهمت رئيس بلدية عنابة عبد الله نبيل بن سعيد بخرق القانون الجزائري، لعدم احترامه المرسوم التنفيذي الصادر عام 2006، وينصّ على حصول متعهّدي الحفلات على ترخيص لإقامتها. وتساءلت الوزيرة عن طريقة دفع المقابل المالي لإليسا، قائلة إنّها ترفض أن تكون «وزيرة لاستنزاف العملة الصعبة الجزائرية باسم الثقافة»، قبل أن تشدّد على أنها ليست ضد إليسا، أو الفنانين الأجانب عموماً. كلام الوزيرة دفع عبد الله نبيل بن سعيد إلى الإعلان أنّ البلدية وقّعت اتفاقية مع متعهد حفلات جزائري يملك حساباً مصرفياً خاصاً بمؤسسته، مؤكداً أن التعامل معه جرى بكل شفافية. ورداً على الاتهمات بتبذير المال العام، علّق قائلاً إنّ الحفلة التي تحييها إليسا في ملعب «العقيد شابو» بحضور 20 ألف متفرّج «ستجني أرباحاً طائلة تعود بالفائدة على المواطنين».