عكّا | لم تفاجئنا أليس ووكر (1944) حين وجّهت رسالة إلى دار «يديعوت» الإسرائيلية، تعرب فيها عن رفضها صدور ترجمة إسرائيلية لروايتها الشهيرة «اللون القرمزي» (1982). وأرجعت ووكر قرارها إلى أن «إسرائيل مذنبة في الأبارتهايد وفي اضطهاد الشعب الفلسطيني». الروائية والشاعرة الأميركية التي نالت جائزة «بوليتزر» المرموقة عن «اللون القرمزي» التي حوّلها السينمائي الأميركي ستيفن سبيلبرغ إلى فيلم بالعنوان ذاته عام 1985، عوّدتنا على نشاطها الداعم للقضية الفلسطينية. أدانت الحرب على غزة (2008/ 2009)، وزارت القطاع المحاصر مع عدد من النشطاء بهدف تقديم المساعدات للمنكوبين وإقناع السلطات الإسرائيلية والمصرية بفتح معبر رفح. وانضمّت إلى «أسطول الحرية» الأول (2010) وكانت شاهدة على الهجوم الإسرائيلي الوحشي على الأسطول الذي سعى إلى كسر الحصار المستمر منذ سنوات على غزة. وفي العام الماضي، انضمت إلى «أسطول الحرية 2»، وشاركت في «احتفالية فلسطين للأدب» التي تجري فعالياتها في عدد من المدن الفلسطينية.
لم ترفض ووكر أن تترجم روايتها إلى اللغة العبرية كما روّجت الصحف الإسرائيلية لذلك؛ بل رفضت أن تدمغ دار نشر اسرائيلية ترجمة روايتها التي تتحدث عن العنصرية. صاحبة «ذات مرة» التي اعتقلت عام 2003 بسبب مشاركتها في مسيرة مناهضة للحرب على العراق، أوردت في رسالتها إلى الناشر الاسرائيلي: «نشأت في ظلّ الفصل العنصري الأميركي، وكان هذا سيئاً. وفي الحقيقة، كثير من الناس في جنوب أفريقيا، بمن فيهم ديزموند توتو (كبير أساقفة جنوب أفريقيا، وحائز جائزة «نوبل» للسلام عام 1984)، شعروا بأن جرائم الفصل العنصري الإسرائيلية أسوأ بكثير مما عانوه في ظلّ النظام العنصريّ الذي ساد في جنوب أفريقيا لفترة طويلة».
الضجة التي أثارتها رسالة الكاتبة الأميركية، امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انهالت الرسائل والتعليقات على صفحتها على الفايسبوك وتويتر. رسالتها المفتوحة التي نشرها الموقع الإلكتروني لـ«الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI، هي امتداد لمسيرة صاحبة «معبد إليفي» الإنسانية والأدبية وإيمانها بعدالة القضية الفلسطينية التي عملت من أجلها منذ العام 1967. كلّ هذا ليس سوى تطبيق مستمر لإيمانها بقوة الناس وقدرتهم على تغيير الواقع، هي التي كتبت ذات مرة: «الطريقة الأكثر شيوعاً لتخلّي الناس عن قوّتهم هي التفكير بأنّهم لا يملكونها».