الرباط | طريقة جديدة ابتكرتها فاطم العياشي للاحتجاج على قياديي «حزب العدالة والتنمية» الإسلامي في المغرب الذين دعوا أخيراً الممثلين إلى التقيّد بـ«الفن النظيف»! هكذا، ظهرت العياشي التي اشتُهرت بتأديتها بطولة «فيلم» للمخرج محمد أشاور، في صورة وهي مستلقية في مكب نفايات «مديونة» في الدار البيضاء وإلى جانبها كتاب مفتوح.أدت فاطم العياشي أدواراً صغيرة في تجارب مختلفة، قبل أن تؤدي بطولة «فيلم» الذي عُرض لأسبوع واحد في الصالات، ليُحجب بعدها «بسبب احتجاج العائلات على بعض مشاهده».

وتعرضت الممثلة الشابة لانتقادات على مشاهدها «الجريئة» في العمل السينمائي الأول لمحمد أشاور، ما أثار جدلاً واسعاً، وجاءت صورتها لتنعش الجدل مجدداً. وقد قالت العياشي إن صورتها التي انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت «تعبير عن رفض فكرة الفن النظيف»، مشيرةً إلى أنها «طريقة ساخرة وذكية للرد على الإسلاميين». وذهبت الفنانة بعيداً في انتقاداتها للإسلاميين، حين قالت إن إطلاق توصيفات على الفن لا يحدث إلا في الأنظمة الدكتاتورية. «لا يوجد فن نظيف وفن متسخ، بل يوجد فن فقط». وقد نُشرت صورة العياشي في مجلة «مراكش ماغ» المغربية في إطار مشروع للمصوّر عثمان الزين، يسخر من «الفن النظيف» الذي تروّج له الحكومة المغربية ذات الصبغة الإسلامية. إلى جانب العياشي، استعان الزين أيضاً بالمخرج محمد أشاور، والتشكيلي محمد المرابطي، والمغنية الشابة أوم، والفوتوغرافية ليلى العلوي، وغيرهم. والفن هو من أكثر الميادين تعرضاً لهجمات الإسلاميين المنتمين إلى «حزب العدالة والتنمية»، بهدف إخضاعه وفرض سيطرتهم عليه. وآخر معارك الإسلاميين في هذا الإطار، تظاهرة أقيمت الأسبوع الماضي في مدينة الجديدة المغربية، حيث احتجّ طلاب من التنظيم التابع لـ«حزب العدالة والتنمية» على استضافة كلية الآداب في المدينة للروائي المغربي عبد الله الطايع بسبب مثليته! وسبق لوزير الشؤون العامة والحكامة محمد نجيب بوليف المنتمي أيضاً إلى «العدالة والتنمية»، أن انتقد «تعرّي» الممثلة المغربية لطيفة أحرار في مسرحيتها «كفر ناعوم... أوتو ـــــ صراط» (الأخبار 22 ك1/ديسمبر 2011)، قائلاً إن بعض الأشكال الفنية الجريئة لن يكون لها مكان في عهد حكومته. وقد سبق لقياديين إسلاميين أن هاجموا صالات سينمائية تعرض أفلاماً «ذات إيحاءات جنسية فجة».