حالما أعلن قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة الموافقة على طلب إخلاء سبيل الموقوف شادي المولوي، مقابل كفالة تبلغ 500 ألف ليرة لبنانية، ازدحمت صفحات العالم الافتراضي بتعليقات مؤيدة وأخرى معارضة. المولوي الذي اعتقلته مخابرات الجيش اللبناني الأسبوع الماضي في طرابلس، على خلفية الاشتباه في ارتباطه بتنظيم «إرهابي»، غدا فجأة «رجل الساعة» على فايسبوك وتويتر. اتسمت التعليقات على الموقع الأزرق بالطرافة، رغم أنها حملت في طيّاتها رسائل شديدة اللهجة. «عزيزتي فيروز، رجع شادي بس ضاع الوطن»، كتب أحدهم على صفحته، فردت عليه إحدى صديقاته داعيةً إياه إلى الابتسام «ولو يا زلمي أنت في لبنانستان». قرار القضاء ولّد موجة من الانتقادات طالته مباشرةً مثل «القضاء عنّا كتير سكسي... ولك يقبش!»، و«القاضي صقر صقر يؤكد تبرعه بمبلغ 500 ليرة إلى الإخوة المجاهدين في تنظيم القاعدة» و«بـ 500 ألف ليرة شهرياً تستطيع مساعدة شادي بالخروج من الحبس... جمعية القضاء اللبناني الخيري»...
الدولة ككل، لم تسْلَم هي الأخرى من نقاشات الحيطان الفايسبوكية. تنوّعت الشعارات بين «أهلاً بكم في لبنان المزرعة... الفائض الجغرافي حتماً»، و«سقطت هيبة الدولة» و«دولة الميقاتي و الـ 40 طرطور». واللافت أن أحد الأشخاص قال ساخراً إنّه يتوقّع ترشّح المولوي للانتخابات النيابية المقبلة، فيما استنكر آخر ما اعتبره «المسخرة الكبرى» حين قال: «ضباط وجنود (المجوقل) في السجن، والملا شادي يخرج بموكب وزاري».
الجو نفسه ساد على تويتر الذي غص بتغريدات بأنّ مبلغ الكفالة يساوي الأمن القومي، وأنه بالكاد يساوي ثمن دولابين من التي أُحرقت في سماء لبنان. لكنّ تويتر عكس قلق اللبنانيين على حال وطنهم من خلال الأسئلة التي طرحت بشأن مصير الاحتقان في الشارع، وعما إذا كان سينتهي مع الإفراج عن المولوي. كل هذه النقمة قابلتها مجموعة من التعليقات المؤيدة رأت أن المولوي بطل «يستحق الحرية»، وطرابلس انتصرت بـ«سلمية الأصوليين». وقد ربط بعض المغردين بين الحدث والأوضاع السورية، معتبراً أن «الإفراج عن المولوي انتصار للإنسانية والحق الذي لا يموت». مجدداً، عكست الشبكة العنكبوتية الانقسام الحاد بين اللبنانيين... ما وحّدهم وجمعهم ربما هو لامبالاتهم إزاء ارتفاع سعر البنزين وربطة الخبز والأمور المعيشية الأخرى.