سخونة الشارع السياسي في مصر، حوّلت الأنظار عن عرض أوّل فيلم تركي مدبلج إلى اللهجة المصريّة. مع ذلك، أثار شريط «عشق بالصدفة» جدلاً واسعاً لدى عرضه في نقابة الصحافيين المصريين، بحضور الممثلة منال سلامة، والمنتج التركي محمد أنس، والناقد الأمير أباظة. العرض الذي نظمته «جمعية الجسر الثقافي المصري التركي»، جاء ليؤكد أن الغزو التركي لهوليوود الشرق، آتٍ لا محالة. والدليل موافقة ممثلين مصريين على وضع أصواتهم على شريط يؤدي بطولته ممثلون أتراك. صحيح أنّ الجمهور المصري كان يتجنّب متابعة الأعمال المدبلجة، إلا أنّ شعبية المسلسلات التركية الكبيرة، دفعت الفضائيات المصرية إلى تخصيص مساحات حصرية للوافد الجديد. هكذا، تفشّت «موضة مهند»، وتجلّت في حالات أخرى، أبرزها حالياً «موضة كريم» بطل مسلسل «فاطمة»، الذي يلقى جماهيرية واسعة في أوساط السيدات المصريات.
وفي وقت يكثر فيه الكلام السياسي عن ضرورة استفادة مصر من النموذج التركي، انصبّ اهتمام أهل المحروسة على الفنانين الأتراك، لا على أردوغان ورفاقه من ساسة أنقرة. وفي ظلّ غياب الكم الكافي من الإنتاج السينمائي المصري، جاءت خطوة دبلجة الفيلم التركي «عشق بالصدفة» لترسم ملامح صورة الوجود الفني التركي في المرحلة المقبلة. الجدل الرافض للدبلجة المصرية لن يمنع تكرار التجربة على ما يبدو، وخصوصاً لو نفّذ الدبلجة ممثلون مصريون يتمتعون بشعبيّة كبيرة. إذاً، يبدو أنّ هوليوود الشرق على موعد مع جولة جديدة من الغزو، أو التعاون المشترك بحسب منظمي العرض الخاص في نقابة الصحافيين. هؤلاء يتوقعون عودة الحياة إلى الإنتاج المصري التركي المشترك، الذي بادر إليه الفنان الراحل فريد شوقي بعد حرب 1967. ومع استمرار تراجع الإنتاج المصري، ستزادد فرص الدبلجة عن التركيّة في الفنّ السابع، بعدما صار للدراما الآتية من أنقرة جمهورها الخاص على الشاشة الصغيرة. وهذا ما أكّده إطلاق شبكة تايم لقناة «تايم تركي»، تأكيداً على أنّ مهند وكريم ورفاقهما يتمتعون بإعجاب جمهور عريض في المحروسة. وهو جمهور يعاقب على نحو غير مباشر نجومه، الذين لم يقدموا إليه حتى الآن، ما يجعله يستغني عن أي وافد من خارج الحدود!