المسكين، المسكين عاثرُ الحظّ!
المسكين الذي لم أكنْ أحبّه/ المسكين الذي كنتُ أتمنّى زوالَه/ المسكين الذي حين قال عمّن سيصيرون «قتَـلَـتَهُ» في الغد: «الجرذان»، شهقَ الجميعُ، واستنكرَ الجميعُ، وأبغَضَهُ الجميعُ... وتَنادى إلى ذبحهِ الجميع.
المسكين عاثر الحظّ
بعدَ أن شاركَ الجميعُ في ذبحه، قال الكثيرُ منهم:
تعرفون؟ كان المسكينُ على حقّ.
هؤلاء الذين قتلوه ورقصوا حول جثته، لم يكونوا إلّا جرذاناً... جرذاناً قادرةً على إحرازِ النصر في أَقْذرِ المعارك.
7/3/2015

نِصْفُ الموت

أمضيتُ نِصفَ حياتي في الخوفِ من الموت،
ونِصفَها في مراوغةِ الموت،
ونصفَها في الفرارِ من الموت،
ونصفَها في صناعةِ التعاويذِ المانعةِ للموت،
ونصفَها في تنسيقِ الأكاليلِ، وتزويقِ واجهاتِ الأضرحةِ، وتأليفِ الصلواتِ المناسبةِ للترفيهِ عن أرواحِ مَن وافاهُمُ الموت،
ونصفَها الأكبرَ في الموت.
.. .. ..
نعم ! (ولكم ألّا تُصَدِّقوا)
أنا أعيشُ بما تبقّى لي من نصفِ حياتيَ الأخير: نصفِ الموت.
صَدِّقوا!...
11/3/2015