باريس | كانت الأنظار كلّها متوجّهة أمس إلى فندق «الإنتركونتيننتال» الباريسي، حيث عقد رئيس «مهرجان كان» جيل جاكوب، ومديره الفنّي تييري فريمو، المؤتمر الصحافي السنوي لإعلان لائحة الأفلام الرسميّة المشاركة في المهرجان العريق. الدورة الخامسة والستون من الحدث السينمائي الأبرز في العالم تنطلق في 16 أيار (مايو) المقبل، وتستمرّ حتى 27 منه. ناني موريتي رئيس لجنة التحكيم لهذه الدورة، لن يكون النجم الوحيد في «الكروازيت»، إذ جاء المؤتمر الصحافي محمّلاً بالكثير من المفاجآت، وبأسماء نجوم كبار سيغزون السجادة الحمراء، ومنهم نيكول كيدمان، وبروس ويليز، وأودري توتو.
أُعلِن أمس إذاً عن المشاركين في المسابقة الرسميّة، وفي مسابقة «نظرة ما»، وعن الأفلام التي ستعرض من خارج المسابقة. ثلاثة توجهات أساسية تميّز تشكيلة الدورة الخامسة والستين من «مهرجان كان السينمائي». أوّلها، العودة القوية للسينما الأميركية، بما فيها الاستوديوهات المولودة التي غابت عن المهرجان منذ عام ٢٠٠٣ (على خلفية الخلاف الأميركي الفرنسي آنذاك بخصوص حرب العراق). ثانيها، الحضور غير المسبوق لعدد من كبار صنّاع الفن السابع من ألان رينيه إلى عباس كياروستامي، ومن جاك أوديار إلى كين لوتش. وثالثها عودة طال انتظارها للسينما العربية والأفريقية إلى التشكيلة الرسمية، بعد عقد كامل من الغياب.
الحضور الأميركي يتجلّى في الأعمال المشاركة من خارج المسابقة خصوصاً. أكثر الأعمال المرتقبة في هذا المجال، شريط «همينغواي وغلهورن» لفيليب كوفمان وذلك في إطار التكريم المخصص للسينمائي الأميركي. هذا بالإضافة إلى فيلم التحريك «مدغشقر» بجزئه الثالث، من إخراج ايريك دارنيل وتوم ماكغراث.
عربياً، يبقى الحدث الأبرز مشاركة السينمائي المصري يسري نصر الله في المسابقة الرسميّة من خلال شريطه «بعد الموقعة». على حسابه على تويتر، تلقّف المخرج المصري الخبر، وغرّد: «فيلمي الجديد «بعد الموقعة» (ريم، محمود وفاطمة سابقاً)، من بطولة منة شلبي، باسم سمرة، ناهد السباعي في المسابقة الرسمية لمهرجان كان». فهل سيكرر يسري نصر الله إنجاز شاهين؟ هذا ما سنعرفه بعد شهر من الآن تقريباً. المشاركة العربيّة الأخرى تأتي ضمن تظاهرة «نظرة ما»، مع المغربي نبيل عيوش وفيلمه «خيول الجنة». وفي التظاهرة ذاتها، يشارك الفلسطيني إيليا سليمان في إنتاج جماعي، يحمل عنوان «سبعة أيام في هافانا»، عملت على إخراجه كوكبة من السينمائيين، منهم لوران كانيه، وبنيتشيو ديل تورو، وبابلو ترابيرو، وخوليو ميديم، وخوان كارلوس تابيو، وغاسبار نوي.
بعيداً عن كلّ هذه المفاجآت، يمكن القول إنّ الدورة 65 ستكون دورة العمالقة بامتياز. سيكون السباق على السعفة الذهبية حامياً، مع مشاركة أكثر من سينمائي مخضرم في المسابقة. هناك آلان رينيه في شريطه «لم تروا شيئاً بعد»، وعباس كياروستامي مع «مثل عاشق» الذي صوّره في اليابان، وجاك أوديار في جديده «عن الصدأ والعظام»، ووالتر ساليس «على الطريق»، وكين لوتش «حصة الملائكة»، ومايكل هانيكه مع «حب»، ليو كاراكس في «الدراجات المقدّسة»... فيلم الافتتاح أعلن عنه سابقاً، لكن أميط اللثام نهائياً أمس عن مشاركته الرسميّة في المسابقة، وهو «ممكلة القمر الطالع» لويس أندرسون. أمّا الختام فسيكون مع الشريط الوصيّة للراحل كلود ميللر «تيريز ديكورو». مع قائمة كهذه، من الصعب التكهّن بالفائزين، رغم ترجيح الصحف العالمية الدفّة لمصلحة هانيكيه وأوديار. الثابتة الوحيدة أنّ «الكروازيت» ستشتعل تحت أقدام العمالقة في أيار. وما علينا إلا أن نتمنّى الحظّ للعربي الوحيد، يسري نصر الله.

لقد تم تعديل هذا النص عن نسخته الأصلية المنشورة بتاريخ 20 نيسان 2012