الناشط المصري وائل غنيم (1980) متعدد المواهب. المناضل الافتراضي، ومسؤول مكاتب «غوغل» الشرق الأوسط، بات اليوم منظراً لثورة «25 يناير» ومؤرّخاً لها... من بريطانيا. بعد أيام على صدور كتابه «الثورة 2.0» بالإنكليزيّة عن دار «فورث إستايت»، نشر الناشط المصري ضمن صفحة «كلّنا خالد سعيد» على الفايسبوك، نصّاً حول الأيّام الأولى للثورة المصريّة. تحت عنوان «قصة «دعوة» إلى «ثورة» على «صفحة»... 25 يناير»، نشر غنيم السبت الماضي (14/1/2012) نصاً يعيد فيه كتابة انطلاقة الثورة المصريّة، من وجهة نظره طبعاً، هو «البطل» الذي «ليس بطلاً» بتعبيره... في مناسبة مرور عام كامل على أوّل دعوة إلى الثورة في 14 كانون الثاني (يناير) 2011، يدلي بشهادته عن انطلاقة الاحتجاجات الشعبيّة، ويستعيد دور صفحة «كلّنا خالد سعيد» التي أطلقها ولعبت دوراً أساسياً في الحشد الافتراضي للانتفاضة عشيّة انطلاقتها لتصبح ثورة حقيقية.

يكتب المهندس الشاب: «هذه الثورة لم تكن إلا ثورة شعب، شارك فيها الجميع، ولم يكن لأحد فيها قيادة أو فضل». ويستعيد غنيم النداءات التي كتبها ورفاقه على الصفحة ومنها: «25 يناير هو عيد الشرطة يوم إجازة رسمية. لو نزلنا 100 ألف واحد في القاهرة محدش هيقف قصادنا، يا ترى نقدر؟». لاحقاً، عدّل غنيم الحدث الفايسبوكي من «الاحتفال بعيد الشرطة المصرية»، إلى «25 يناير: ثورة على التعذيب والفقر والفساد والبطالة».
جميعنا نعرف ما حصل بعد ذلك، وجزء منه يرويه غنيم بعيداً عن العالم الافتراضي في كتابه «الثورة 2.0 ـــ قوّة الشعب أكبر من أصحاب القوّة». وكانت صحيفة الـ«غارديان» البريطانيّة قد أفردت حيّزاً خاصاً للحديث عن الإصدار الجديد، وضمنتها مقابلةً مع غنيم. الناشط الذي شاهدناه يبكي في ضيافة الإعلاميّة المصريّة منى الشاذلي، يقول في حديثه للصحيفة: «الناس سمتني بطلاً، لكنني أجد ذلك مضحكاً. لم تكن هذه الثورة ثورة أفراد أبطال، بل شعب اتحد لإسقاط الديكتاتوريّة».
ويستعيد غنيم في الكتاب تفاصيل سجنه ثمّ الإفراج عنه، وقبل كلّ شيء دعوات الثورة على صفحة «كلنا خالد سعيد» والحراك الذي خلقته بين الشباب المصري. ويقول: «منحت جوائز عدة، وسمتني مجلّة «تايم» واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً خلال العام الماضي. لكنني أجد كلّ ذلك محرجاً، خصوصاً أنني لم أكن وحدي خلف الصفحة، بل مع شريكي في إدارتها أيضاً عبد الرحمن منصور». بعد عام تقريباً على إنطلاق شرارة «ثورة 25 يناير»، نتذكّر وجود وائل غنيم الذي تجاوزته الأحداث. هل هناك جدوى من نقل كتابه إلى العربيّة؟