إذْ كانت الأرض - على عادةِ الأرض-
لا تتسع لأكثر من ثلاثة،
اجتمعَ الكاهنُ، والشاعرُ، والمؤرّخُ، وقائدُ الجيش .
الكاهنُ ، بإجماعِ الشعب،
يلزمُ للعمادات، والأعراس، والمآتم،
وتسهيلِ عبورِ أرواحِ السفّاحين
إلى ديار الأبديّةْ .
المؤرّخُ.. لتلطيفِ مذاقِ الكوارث وتبييضِ آثامِ البرابرةْ .
وقائدُ الجيش، كما لا يخفى على أحد،
لترويجِ صناعةِ الأوسمةْ
وتشييدِ أقواسِ النصر
وتحويلِ ذكرى المذابح
إلى أعيادٍ وطنيةْ .
.. وطبعاً، أُقْصِيَ الشاعر.
.. .. .. ..
الكلُّ يعرف :
حين يكونُ المجد هو الديانةْ،
ما ضرورةُ الشعراء
ونَعيقِ حناجرِهم المنفوخةِ بالدموعِ والغصّاتِ
ودخانِ الأحلامِ الخائبةْ؟!..
فعلاً :
في أعراسِ الآلهةِ وأبناءِ الآلهة
ما ضرورةُ غرابٍ إضافيّ؟ ...
ما ضرورةُ الألمْ؟
.. ..
نعم : الشاعرُ غلطةْ .
29/8/2012