لعلّكَ «أنا»! بل أنتَ «أنا».
في سلامِ نفسي «أنا». وفي سعيي إلى المسرّاتِ «أنا». وفي مغالبةِ الأحزانِ والتوقِ إلى هناءةِ القلبِ «أنا».
أتنفّسُ برئتيك، وأُبصِرُ الحياةَ بعينيك.
أشاهدُ أحلامَكَ، وأسمعُ دبيبَ فكرتِك.
وحين أتوجّعُ أو أفرحُ، أُطْلِقُ أغانيكَ، وتنهّداتِك، وزفراتِ يأسك.
بل وحتى، إذا تَطَـلَّعَ أحدُنا في وجهِ صاحبه، لا يعودُ يبصرُ إلا صورةَ نفسهِ، ولا يلتقطُ إلا أسرارها ومغازيها.
لكنني أحياناً، في لحظةِ حماقةٍ أو لحظةِ ضعف،
حين تَضيقُ عليّ الضائقةُ وتذهبُ بعقلي محنةُ الخوف،
أتطلّعُ فلا أجدُ سواكَ في مرمى حماقتي وعَمَاي.
وهكذا (إذْ لا بدّ لي مِن عاثرِ حظٍّ بريء، أُحَمـِّـلُهُ أوزارَ ضائقتي وأوزارَ خوفي)، أتطلّعُ إليكَ وأُتمتمُ في بالِ نفسي:
هوذا «هو».
هوذا خائني وعدوّي.
هوذا مَن، إذا لم أُعجِّل في قتلِهِ، صار قاتلي.
هوذا «هو»!
وبلا رحمةٍ، بلا أدنى رحمة،
أشُدُّ إصبعَ الخائفِ على زنادِ الخائف
وأطلقُ على قلبكَ النار.
.. .. ..
الآن، إذْ أنتَ في الموتِ، وأنا في سبيلي إلى الموت:
لعلكَ «أنا».
9/3/2015