أقولُ لكَ الحقّ؟
في المرّة الثانية
لن تجدَني في هذا الميدان .
في المرّة الثانية
أنا مسيحُكَ وخادمُك .
في المرّة الثانية ( ليتها كانت الآن)
سأطلقُ ناري في الهواء
على أملِ أنْ أصيبَكَ .. في قلبي.
*
يسألونني: لماذا تُطلِقُ عليه النار؟
ويسألونك: لماذا تُطلق عليه النار؟
لا أنا ولا أنتَ نملكُ الإجابةْ .
كلانا يَظنّ أنّهُ،
في سعيهِ إلى موتِ صاحبه،
يتدرّبُ على التسديدِ إلى الحقيقة
بطريقةٍ أفضل .
*
أحياناً ( إذْ كنتُ أخطئُ في إصابتكْ )
كنتُ أتَوجّهُ إليكَ بالاعتذار:
سامحْني على خطيئتي !
سامحْني على أنني
كنتُ دائماً
تلميذَكَ السيِّئ !
.. .. ..
ليتكَ، مثلما علّمْتَني القسوة،
علّمْتَني أصولَ الرحمةْ .
*
لكأنَّ أحدَنا وُلِدَ ميتاً!
.. .. ..
على أملِ ألّا تَبْلُغَ قلبَكْ
أغمضتُ عينيَّ
وأطلقتُ رصاصتي على العتْم .
الكلُّ هنّؤوني :
ما أبْرَعَكَ في إصابةِ الهدف
حتى وأنتَ مغمضُ العينين !
.. .. ..
كأنّ أحدنا وُلِدَ ميْتاً .
*
لَشَدَّ ما أبكاني
أنّكَ أنتَ أيضاً (كما لو أنكَ أنا)
حين كنتَ تُسدِّدُ إلى قلبِ عدوّ
كانت ترتجفُ يدُكَ وتطيشُ طلقتُكْ .
لَشَدّ ما أبكاني أنّكَ
كنتَ أنتَ مَن صرخَ أوّلاً : « آه يا أمي!».
لَشَدّ ما أبكاني أنّ صرختَك
هيَ ما جعلني بطلاً ..
بطلاً لا وظيفةَ له
غيرَ أنْ يواصلَ البكاء
وهو يحملُ الأزهارَ
إلى ضريحِكْ .
*
أنتم الذين تضحكون،
أنتم الذين تسخرون،
أنتم الذين تقولون :لم نَفهَم ...
أنتم ، وأنتم ، وأنتم :
عليكم اللعنة !
2/7/2012