أبداً، لا أطيقُ أن أكون المسيح، ولا أستطيع أن أكون بوذا... ولا حتى غاندي. لكنني، بأيةِ حالٍ وتحت أي شرط، لا أستطيع ولا أرغبُ أن أكون قاتلاً، أو مغتصِباً، أو جلاداً بالوكالة. بل وحتى لا أملك من الشجاعةِ ما يكفي لأنْ أصيرَ خائناً في وضحِ النور، أو حتى... في وضح الظلام.
لهذا، لا أملكُ مِن أدواتِ حماية الحياة إلا أنْ أكرهك.
أكرهكَ في أسرارِ نفسي. تكرهكَ عيناي، وعظامي، وأسناني، وحياءُ قلبي. أكرهكَ كما لو أنّ هذه ديانتي ورسالةُ مصيري.
أكرهكَ حتى وأنا واقفٌ (هكذا) قدّامَ مذبحِ الربّ، أضمُّ أصابعي على صواعقِ يأسي، فيما شفتاي الآثمتان (شفتا الخائف) تُواصلان اجترارَ ما فسدَ مِن تراتيلهما البائتة:
«أحِبّوا أعداءكم ومبغضيكم!».
أكرهكَ لأعرفَ أنني لا أزال قادراً عل الحياة وصالحاً لها.
أكرهكَ... لأحيا.
8/3/2015