أمس، بدت الصفحات الأولى لأبرز الجرائد البريطانية متشابهة. «الهستيريا» التي رافقت دوق ودوقة كامبريدج منذ أن طلب وليام يد كايت في 2010، تجسّدت بكل تفاصيها في التغطية الإعلامية البريطانية لولادة ابنهما البكر الذي ما زال مجهول الاسم حتى الآن. خبر ولادة ثالث أولياء العهد في المملكة المتحدة احتل المساحة الأساسية في وسائل الإعلام الرئيسية، مقروناً بصور متنوّعة تؤرخ لحظات الاحتفال التي عمّت الجماهير في مختلف المناطق البريطانية. الـ«غارديان» مثلاً، استهلت مقالاتها الرئيسية بخبر عن احتمال «بقاء كايت ميدلتون في المستشفى يوماً إضافياً»، متناولة «الخيبة» التي أصابت «آلاف المنتظرين رؤية الرضيع الملكي». وأفردت الصحيفة البريطانية مساحة فوق هذه المقالة لمجموعة من الصور الخاصة بالمناسبة، وتطرّقت في أخبار أخرى إلى تعليق الملكة إلزابيث الثانية على ولادة حفيدها الجديد، إضافة إلى تغطية للاحتفالات حول العالم، وتفصيل لـ«نجاحات وإخفاقات التوقعات الصحافية» التي رافقت المرحلة الأخيرة من الحمل. الـ«إندبندنت» أبرزت تصريح الوالد على الحدث: «لا يمكن أن نكون أكثر سعادة»، فيما خصص المقال الرئيسي لاستعراض لحظة إعلان النبأ المنتظر وما بعدها. لكن الصحيفة خطت خطوة إلى الأمام مقارنة بزميلاتها وأعطت للحدث بعداً آخر. نشرت رسالة إلى «الأمير الصغير» كتبها مات هيل بلسان الأطفال البريطانيين الذين ولدوا بالتزامن مع «سموّه»، إضافة إلى تقرير يفيد بأنّ عدد هؤلاء المواليد بلغ 2000، ويبيّن أنّ ابن الثنائي البريطاني الأشهر «لن يختبر الفقر الذي يهدد واحداً من أصل ثلاثة منهم». لم تنسَ الـ«اندبندنت» التغطية المباشرة للتطورات التي رافقت الولادة وألبوم الصور الخاص بها. صحيفة الـ«تلغراف» بدورها زيّنت اللوغو الخاص بها بالأعلام البريطانية احتفالاً بالطفل الملكي، فيما حضّرت الجمهور للحظة خروج العائلة الصغيرة من مستشفى St Mary في لندن، متحدثةً عن «المدافع التي أطلقت والأجراس التي دُقّت ومقعد الطفل المخصص للسيارة الذي جُهّز لاستقبال صاحبه». إلى جانب الصورة المتنوّعة والتغطية المباشرة، نشرت الصحيفة مقالات يتناول أحدها ما إذا كان المولود الجديد سيسير على خطى والده، وآخر بعنوان «شارلز سيكون جدّاً رائعاً»، فضلاً عن مقال ينقل رسالة الشكر الذي أرسلها الوالدان إلى فريق المستشفى. الطريف في محتويات صفحة الـ«إندبندنت» الأولى هو سؤال صغير أرادت عبره اختبار مدى «معرفة المواطنين بولي العهد»، من دون أن ننسى جردتها لما كتبته الصحف المحلية والأجنبية عن الموضوع. صحيح أنّ «هيئة الإذاعة البريطانية» لم تختلف كثيراً عن غيرها من المؤسسات الإعلامية البريطانية، لكنّها لم تكثر من المواد على صفحتها الإلكترونية الأولى مكتفيةً برابط يوصل المتصفّح إلى صفحة خاصة بـ«الاحتفالات بالطفل الملكي». وتصدّر خبر زيارة والدي كايت المستشفى عنوان الرابط خلال فترة ما بعد الظهر. أكثر المشغولين بالخبر السعيد كانت صحيفة «دايلي مايل» التي استحوذت المقالات المتصلة به أكثر من نصف صفحتها الأولى بدءاً بالاستعدادات لمغادرة المستشفى، وصولاً إلى «شوق» الجماهير لإلقاء «نظرة خاطفة على الأمير الذي يستعد لمواجهة العالم». الأمهات اللواتي وضعن مواليدهن في اليوم نفسه، كان لهن حصّتهن أيضاً، إضافة إلى نشر صور أعدّها خبراء «فوتوشوب» لـ«التكهن» بشكل ولي العهد، استناداً إلى تفاصيل والديه وأقربائه. إذاً، قامت القيامة ولم تقعد في لندن بعد في مشهد لا يبدو مستغرباً في بلد ما زال أبناؤه منبهرين بالملكية، وتركّز صحافته على أخبار المشاهير والنجوم.