القاهرة | يبدو أنّ قدر مصر هو عودة وزراء المجلس العسكري وحكومة هشام قنديل، بعدما أدت الحكومة الجديدة، التي ضمّت وزراء الحكومة السابقة، اليمين الدستورية الثلاثاء الماضي أمام رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور. التشكيلة التي استبعدت منها رئيسة «دار الأوبرا» السابقة إيناس عبد الدايم بعد أنباء عن ضغوط من حزب «النور» لرفضها، ضمّت وزير الثقافة السابق صابر عرب. عودة الأخير إلى منصبه قابلها الكتاب والمثقفون بردود فعل متباينة. وفي الوقت الذي رحّب به البعض، رأى آخرون أنّ استبعاد الحكومة لعبد الدايم «خضوع لابتزاز التيار السلفي»، واصفين إيّاه بـ«وريث الإخوان في العملية السياسية». وفيما عاد عددٌ من رموز الحركة الثقافية والفنية إلى اعتصامهم في مقر مكتب وزير الثقافة في حي الزمالك (القاهرة)، شهد الاجتماع الذي عقده المعتصمون مساء أوّل من أمس اختلافاً واضحاً في طبيعة الموقف الذي يجب أن يتخذ حيال عودة صابر عرب. الاجتماع الذي حضره بهاء طاهر، وأحمد عبد العزيز، وأحمد شيحا، وجمال بخيت، ومجدي أحمد علي، ومحمد العدل، ومحمد هاشم، وناصر عبد المنعم وآخرون، انتهى إلى رفض عودة الوزير مجدداً. وكان عرب قد استقال من حكومة هشام قنديل اعتراضاً على «أخونة الثقافة» وتقليص ميزانية الوزارة (الأخبار 13/2/2013) في الوقت الذي أكدت فيه مصادر حكومية لـ«الأخبار» أنّ نجاح عرب في الوزارة في المرحلة الانتقالية السابقة «أهّله لتولي المنصب مرة أخرى»، خصوصاً أنّ الحكومة الجديدة تقف «أمام تحديات عدة أهمها النهوض بالاقتصاد وتحقيق الأمن وتطبيق العدالة الاجتماعية وإجراء المصالحة الوطنية».
وشهدت التشكيلة الجديدة عودة وزير الآثار السابق محمد إبراهيم، بعدما ترددت أنباء عن ترشيح رأفت النبراوي الذي صرّح بعد لقائه رئيس الوزراء حازم الببلاوي بقبوله تولّي حقيبة «الآثار». وفوجئ المعنيون بالآثار بعودة إبراهيم الذي شهدت ولايته السابقة العديد من الاحتجاجات من قبل العاملين في قطاع الآثار، فضلاً عن الإهمال الجسيم الذي أصاب التراث الحضاري (الأخبار20/4/2013). من جهته، شدد إبراهيم عقب أداء اليمين على أنّ استكمال المشاريع الأثرية «يأتي ضمن قائمة أولوياتي خلال الفترة المقبلة. وهي ستدرّ دخلاً يساهم في النهوض بالبلاد خلال الفترة الحرجة التي تشهدها حالياً». نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي سخروا من التشكيل الجديد برمته، خصوصاً لجهة عودة وزيري الآثار والثقافة، معتبرين أنّ هذا الاختيار «خير دليل على رؤية الحكومة» بعد إطاحة نظام الإخوان، فيما طالب البعض بـ«الاستعداد لجولة جديدة من الثورة المصرية».