تحوّلت «فيلا بارديزو» (الجمّيزة) إلى معرض فنّي يحوي لوحات تحاكي الواقع بمشاهد مختلفة الألوان ومنفذة بعناية على يد الفنان البريطاني طوم يونغ الذي تجول في بيروت، راصداً أحوال البشر والحجر. صحيح أنّ معرض Carousel انتهى في 19 حزيران (يونيو) الحالي، لكنّ فكرة إقامته في منزل بيروتي قديم ذي طبقات عدّة ما زالت تستحوذ على اهتمام كثيرين. منذ الخمسينيات، شكّلت الفيلا مكان إقامة عائلة بالوميان الأرمنية الثرية التي نجح ربّ المنزل مارديروس في النجاة من الإبادة الأرمنية عام 1915، ليصل في النهاية إلى بيروت حيث عمل مقاولاً وتاجراً وكاتباً، وعاش مع زوجته وأولاده السبعة. ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975ــ 1990) غادرت الأسرة لبنان هرباً من آلة القتل العشوائي، لكن الأب بقي فيها إلى أن فارق الحياة عام 1983 عن عمر ناهز 88 عاماً. مند زيارته الأولى للبنان، سيطر هاجس خسارة التراث على يونغ. هكذا، أعاد الفنان البريطاني في مطلع العام الحالي ترميم «فيلا بارديزو» التي اشترتها عائلة فغالي قبل سبع سنوات حتى أصبحت مكاناً مناسباً يحتضن نقاشات مفتوحة لمهتمين وخبراء، من دون أن ننسى ورش العمل الفنية الخاصة بالأطفال.