المجازر والمآسي والعنف المتصاعد لم تحرم السوريين لقبَ «صنّاع الفرح». بعد أكثر من سنتين على الأزمة الخانقة، لم تتوقف عجلة الدراما السورية، ولا سيما الأعمال الكوميدية التي أضفت نكهة خاصة على هذه الصناعة، بينما تنتشر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي نكات وقصص ساخرة يستوحيها شباب سوريون من وضعهم الراهن. وسط كل ذلك، تعرّف رواد الفايسبوك إلى مجموعة جديدة تحمل اسم «ارحمونا كرمال النبي». تعمل المجموعة ضمن صيغة محترفة تسعى إلى صناعة السخرية من خلال صور وتعليقات تنشر على حائطها. مثلاً، تنشر صورة لرجل يحمل هاتفاً خلوياً، محاولاً إجراء مكالمة هاتفية، قبل أن يردّ عليه المجيب الآلي ليرحب به على خدمة «الله يرحمه»، ويطلب قراءة سورتي «الفاتحة» أو «ياسين»، أو ينشر صوراً لأطفال يحتفلون بدخول المقاتلين الشيشان إلى سوريا للسخرية من التدخل الخارجي الذي بلغ ذروته في هذا البلد. في حديث مع «الأخبار»، يعرّف «علاء» (اسم حركي اختاره خوفاً من بطش الطرفين المتنازعين) أحد المشرفين على الصفحة فريق العمل قائلاً: «نحن مجموعة من الشباب السوري من مدينة حلب تحديداً. قد نختلف في آرائنا السياسية وقد تتضارب في بعض الأحيان، لكن الهدف واحد هو إيصال صوت المواطن السوري بطريقة الكوميديا السوداء الساخرة». ويضيف: «كما هي عادة الشعب السوري الذي لم يتوقف عن الضحك والسخرية رغم توافد الموت من كل حدب وصوب».
وعن جدوى ما يفعلونه في ظل تزايد العنف وانتشار الفوضى، يقول علاء إنّه «لا صوت يعلو اليوم في سوريا فوق صوت الرصاص، ونريد أن نرفع صوت المواطن الأعزل الذي لا يملك الرصاص ولا يرضى عن استخدامه على أرض وطنه». أما في ما يتعلّق بتدني عدد المتابعين للصفحة (لا يتجاوز 600)، فقد أكد علاء أنّ «العدد لا يتطابق مع طموحاتنا، لكن ذلك يعود إلى أسباب عدة، منها فقر الإمكانات الإعلامية لدينا، ورغبتنا في ألا نُحسَب على أي فئة أو حزب سياسي أو قوة مسلّحة على الأرض»، موضحاً: «نريد أن نُحسَب على الشعب الذي يُنتهَك حقه في التعبير، وتسلب إرادته بقوة السلاح ويُضلَّل إعلامياً». ويلفت علاء من جهة أخرى إلى أنّ بعض أفراد الفريق يقيم داخل سوريا، وبعضهم الآخر موجود خارجها، وهم «يعملون على جمع الصور الجاهزة وتعديلها لتخدم الفكرة التي يراد إيصالها، لكن بأسلوب ساخر»، مضيفاً: «قد نعتمد على أكثر من صورة جاهزة لجعلها صورة واحدة، شرط ألا نسرق فكرة أو مقولة أو رسماً جاهزاً من أحد، لكننا نفتقر إلى رسام كاريكاتور يترجم أفكارنا إلى صورة». (رابط الصفحة)